الجمعة، 19 أبريل 2024

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل سؤال: في قوله تعالى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) الضحى) لم لم يقل فآواك وهداك وأغناك؟ وهل الفعل آوى وهدى وأغنى هل يتعدى بنفسه؟

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ولمسات بيانية في نصوص من التنزيل 

سؤال: في قوله تعالى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) الضحى) لم لم يقل فآواك وهداك وأغناك؟ وهل الفعل آوى وهدى وأغنى هل يتعدى بنفسه؟

يقول الدكتور فاضل أحسن الله جزاءه : آوى فعل متعدي بذاته (فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ (26) الأنفال) (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) المعارج) (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ (69) يوسف) . آوى متعدي وهدى متعدي (بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) لكن الحذف للإطلاق. يعني ألم يجدك يتيماً فآوى أي فآواك وآوى بك وآوى لك، وهذا الإطلاق لإكرام الرسول صلى الله عليه وسلم. آواك أنت (آوى بمعنى احتضن ونصر وساعد) ، آواك أنت وآوى بك بالتعليم، بسببك، بما تقدمه، بما جاء به في الإسلام، آوى بك خلقاً كثيراً من اليتامى والمحتاجين بسببه، وآوى لأجله ناس يفعلون لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم. آواه وآوى به بما جاء في التعليمات التي جاء بها في الكتاب والسُنّة وآوى له، لأجله. ولو قال آواك تكون معنى واحداً وهذا يسمى الإطلاق والإطلاق هذا من أمور التوسع في المعنى واحد من أسبابه. والآية تحتمل المعاني الثلاثة آواك وآوى بك وآوى لك، وهداك وهدى بك خلقاً كثيراً وهدى لك. في سورة الضحى ما قال (وما قلاك) وهذا من باب الإكرام. قال تعالى (ما ودّعك) والتوديع يكون بين المتحابين فلما قال ما ودّعك يعني كما يفعل المُحِبُّ لحبيبه لكن ما قال له وما قلاك لأنه أراد أن يكرّمه. لا تقول لأحد أنا لم أشتمك ولم أسبك ولا تواجهه وإنما تقول أنا لم أشتم وهذا إكرام له أكثر من أن يواجهه بفعل السوء لأن القلى يكون بين المتباغضين بخلاف التوديع فيكون بين المتحابين. فلا يقول وما قلاك إكراماً له صلى الله عليه وسلم فقال (وما قلى) . إذن هو إكرام في ذِكر المفعول به في التوديع (ما ودعك) وفي حذف المفعول به في القلى (وما قلى) إكراماً وإجلالاً له من أن يناله الفعل. الحذف (وما قلى) فيه إكرام للرسول صلى الله عليه وسلم وذكر المفعول في ودّعك إكرام له.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات - الدكتور فاضل صالح السامرائي  (ص : 1098  )



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق