صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
سيد
الوادي
عبد
المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم
الرجال
في الحياة من هم في عداد الأموات وهم أحياء ، والحق أنهم كثر ، وآخرون طواهم الموت
إلا أنهم أحياء بآثار باقية ما بقي الزمن ـ وأنا هنا لا أتحدث عن الجزاء فالجزاء
أمر لله تعالى ، ونحن اليوم بحاجة للرجال بأعلى سماتهم ألا وهي الصدق . ففرعون لا
زال حياً بأثره ونيرون حي بإحراق روما وهو من تلك الفعلة بريء وأديسون حي بمئات
آثار خلفها ، وأبو لهب حي وتيمور لنك حي تذكره بغداد .
آسية
زوجة فرعون ومريم ابنة عمران وخديجة الكبرى أم المؤمنين رضي الله عنها أحياء . أبو
هريرة وابن عباس .أبو حنيفة و الإمام مالك والشافعي وأحمد بن حنبل كلهم أحياء .
وعبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم حي بصفاته ومزاياه
وعبد
المطلب ولقبه سيد الوادي ، فقد كان أجمل الناس جمالا وأظهرهم جودا وأكملهم كمالا،
وهو صاحب الفيل والطير الأبابيل صاحب زمزم وساقي الحجيج. وولد عبد شمس أمية بن عبد
شمس، وأمية في نفسه ليس هناك وإنما ذكر بأولاده ولا لقب له. ولعبد المطلب لقب شهير
واسم شريف: شيبة الحمد. ويكفيه شرفا أنه جد النبي صلى الله عليه وسلم .
قال
مطرود الخزاعي في مدحه:
يا
شيبة الحمد الذي تثنى له ... أيّامه من خير ذخر الذّاخر
ألمجد
ما حجّت قريش بيته ... ودعا هديل فوق غصن ناخر
والله
لا أنساكم وفعالكم ... حتى أغيب في سفاة القابر
وقال
حذافة بن غانم العدويّ وهو يمدح أبا لهب ويوصي ابنه خارجة بن حذافة بالانتماء إلى
بني هاشم:
أخارج
إمّا أهلكنّ فلا تزل ... لهم شاكرا حتى تغيّب في القبر
بني
شيبة الحمد الكريم فعاله ... يضيء ظلام اللّيل كالقمر البدر
لساقي
الحجيج ثم للشّيخ هاشم ... وعبد مناف ذلك السيد الغمر
أبو
عتبة الملقى إليّ جواره ... أغرّ هجان اللّون من نفر غرّ
أبوهم
قصيّ كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر
يا
رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا
رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــ
الرسائل
السياسية (ص: 411)