الخميس، 6 أبريل 2023

شَذَرَات مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - ستر المعصية

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

شَذَرَات مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ  مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه

قال الربيع بن سليمان : أخبرنا الشافعي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مجلس فقال: «بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا. وقرأ عليهم الآية : قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَاتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} الممتحنة: 12.، وقال: فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً [(2 فعوقب به فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً 2)] فستره الله عليه فهو إلى الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذَّبه ». قال الشافعي: لم أسمع في الحدود حديثاً أبين من هذا. وقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «وما يُدْريك لعل الحدود نزلت كفارة للذنوب».

وهو يشبه هذا، وهذا أبين منه. قال: وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث معروف عندنا، وهو غير متصل الإسناد فيما أعرفه وهو أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: «من أصاب منكم من هذه القاذورات شيئاً فليستتر بستر الله؛ فإنه من يُبْدِ لنا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عليه كتابَ الله عز وجل ». وروى أن أبا بكر على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أمر رجلا أصاب حدًّا بالاستتار، وأن عمر أمره به . وهذا حديث صحيح عنهما. ونحن نحب لمن أصاب الحد أن يستتر وأن يتقي الله ولا يعود لمعصية الله؛ فإن الله يقبل التوبة عن عباده.

مناقب الشافعي للبيهقي (1/ 427)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق