السبت، 22 أبريل 2023

وكل يتعجب من حال وصلنا إليه سيدنا معاوية رضي الله عنه يصف حال زمانه ، أم زمانا نعيش فيه ؟

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

وكل يتعجب من حال وصلنا إليه

سيدنا معاوية رضي الله عنه يصف حال زمانه ، أم زمانا نعيش فيه ؟

كلمة لا تكاد تفارق الألسن : أشو هلزمن ما مر متله – زمن أول تحول : والقصد أن ما مضى أحسن وأفضل – زمن – والجهل حل بالناس – رفع هذا الزمن السيئ وأذل الحسن . وعلى شاكلة ذلك من مقولات تصف الحال العام للناس: خطب سيدنا معاوية فقال: أيها الناس، إنّا قد أصبحنا في دهر عنود، وزمن شديد، يعدّ فيه المحسن مسيئا، ويزداد الظالم فيه عتوّا، لا ننتفع بما علمنا، ولا نسأل عمّا جهلنا، ولا نتخوّف قارعة حتى تحلّ بنا. فالناس أربعة أصناف: منهم من لا يمنعه من الفساد في الأرض إلا مهانة نفسه وكلال حدّه ونضيض وفره ؛ ومنهم المصلت لسيفه والمجلب بخيله ورجله والمعلن بشرّه، قد أشرط نفسه وأوبق دينه لحطام ينتهزه أو مقنب يقوده أو منبر يفرعه ، ولبئس المتجران تراهما لنفسك ثمنا ومما عند الله عوضا. ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة ولا يطلب الآخرة بعمل الدنيا قد طامن من شخصه وقارب من خطوه، وشمّر من ثوبه، وزخرف نفسه للأمانة، واتخذ ستر الله ذريعة إلى المعصية. ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضؤولة  في نفسه وانقطاع من سببه، فقصّر به الحال عن أمله، فتحلّى باسم القناعة وتزيّن بلباس الزّهّاد، وليس من ذلك في مراح ولا مغدى. وبقي رجال غضّ أبصارهم ذكر المرجع، وأراق دموعهم خوف المحشر فهم بين شريد نادّ  ، وخائف منقمع، وساكت مكعوم ، وداع مخلص، وموجع ثكلان، قد أخملتهم التقيّة، وشملتهم الذّلّة، فهم في بحر أجاج  ، أفواههم ضامرة، وقلوبهم قرحة، قد وعظوا حتى ملّوا، وقهروا حتى ذلّوا، وقتلوا حتى قلّوا. فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ وقراضة الجلم، واتّعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتّعظ بكم من بعدكم، وارفضوها ذميمة، فإنها قد رفضت من كان أشغف بها منكم.

فإن كان الحال كما قال ووصف سيدنا معاوية وفي عصره وزمانه ، فان في وصفه قد أتى حال ربما كان أكثر سوءا من واقع نذمه ونتبرم منه

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

عيون الأخبار – ابن قتيبة(2/ 259)

تهذيب اللغة (11/ 322)

===========

عُنود : انحرف بعد عَن الْقَصْد

النَّضُّ: قل الماءِ كأَنَّما يخرج من حَجر

المقنب: جماعة الخيل

أوبق : أهلك

طامن ظَهره: إِذا حناه

النّآدُ: الداهيةُ

منقمع : أي ذليل

المكعوم : من أغلق فمه عن الكلام

الثكلان: الذي قد فقد مالاً أو ولداً

القرظ : نوع من الورق

القُراضَةُ: فُضالةُ ما يَقرِض الفأر من خبزٍ أو ثوب.

حثالة الجلم : أي العظم وقد أخذ من اللحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق