السبت، 10 يوليو 2021

الناس بين اثنين قَوْمٌ إنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا ، وقوم همهم إفساد ما بني ومن حياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الناس بين اثنين

قَوْمٌ إنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا ، وقوم همهم إفساد ما بني

ومن حياة السلف نتعلم

والشكر أول بوادر  الإحسان وهو دليل على اتباع الحسنة بأخرى وَقَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -: مَا مِنْ شَيْءٍ أَسَرُّ إلَيَّ مِنْ يَدٍ أُتْبِعُهَا أُخْرَى؛ لِأَنَّ مَنْعَ الْأَوَاخِرِ، يَقْطَعُ لِسَانَ شُكْرِ الْأَوَائِلِ. وَرحم الله الحطيئة حيث قال يصف من شكر على الإحسان وحفظ نعمة أسديت إليه :

أولَئِكَ قَومٌ إِن بَنَوا أَحسَنوا البُنى .. وَإِن عاهَدوا أَوفَوا وَإِن عَقَدوا شَدّوا

وَإِن كانَتِ النُعمى عَلَيهِم جَزَوا بِها .. وَإِن أَنعَموا لا كَدَّروها وَلا كَدّوا

والعكس تمام حين تجد من همهم إفساد ما بُنِيَ ناقمون على كل صلاح ، فالصلاح عندهم عنوانه الدمار ، والأغرب أن يغلف الدمار ويلبس لباس الدين ، فلا شكر ولا ثناء ولا قيمة لما هو موجود ، نظرة نقمة لكل خير كنظرة هولاكو لبغداد إلا أن هولاكو لديه بقية خبر فقاد علماء بغداد إلى عاصمته أما الذي نرى فهلاك لكل أثر مفيد قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ لِأَشْعَبَ: الطَّمَعُ يَا أَشْعَبُ، أَحْسَنْتُ إلَيْكَ فَلَمْ تَشْكُرْ، فَقَالَ: إنَّ مَعْرُوفَكَ خَرَجَ مِنْ غَيْرِ مُحْتَسِبٍ إلَى غَيْرِ شَاكِرٍ، وَقَالُوا: لَا تَثِقْ بِشُكْرِ مَنْ تُعْطِيهِ حَتَّى تَمْنَعَهُ. ويصف الأَفوَهِ الأَودِيّ حالا شبيها بالذي نحن عليه اليوم وربما الحال اليوم هو الأسوأ فيقول :

فينا مَعاشِرُ لَم يَبنوا لِقِومِهِمُ .. وَإِنَّ بَني قَومِهِم ما أَفسَدوا عادوا

لا يَرشُدون وَلَن يَرعوا لِمُرشِدِهم .. فَالغَيُّ مِنهُم مَعاً وَالجَهلُ ميعادُ

كَانوا كَمِثلِ لُقَيمٍ في عَشيرَتِهِ .. إذ أُهلِكَت بِالَّذي قَد قَدَّمَت عادُ

أَو بَعدَه كِقُدارٍ حينَ تابَعَهُ .. عَلى الغِوايَةِ أَقوامٌ فَقَد بادوا

وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ  .. وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ

لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم .. وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا

تُلفى الأُمورُ بِأَهلِ الرُشدِ ما صَلَحَت .. فَإِن تَوَلَّوا فَبِالأَشرارِ تَنقادُ

إِذا تَوَلّى سَراةُ القَومِ أَمرَهُمُ .. نَما عَلى ذاك أَمرُ القَومِ فَاِزدادوا

أَمارَةُ الغَيِّ أَن تَلقى الجَميعَ لَدى الـ .. إِبرامِ لِلأَمرِ وَالأَذنابُ أَكتادُ

كَيفَ الرَشادُ إِذا ما كُنتَ في نَفَرٍ.. لَهُم عَنِ الرُشدِ أَغلالٌ وَأَقيادُ

أَعطَوا غُواتَهَمُ جَهلاً مَقادَتَهُم .. فَكُلُّهُم في حِبالِ الغَيِّ مُنقادُ

وفي الختام أقوم عقر قوم سيدنا صالح الناقة وكان عاقروها واحد ليس إلا ، فنزل العذاب على قومه جميعا .

يا رب فرج عنّا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــ

المعمرون والوصايا أبو الفرج الأصبهاني (ص: 41)

الآداب الشرعية والمنح المرعية – شمس الدين المقدسي(1/ 316)

 

الأَفوَهِ الأَودِيّ ? - 54 ق. هـ / ? - 570 م صَلاءة بن عمرو بن مالك، أبو ربيعة، من بني أود، من مذحج. شاعر يماني جاهلي، لقب بالأفوه لأنه كان غليظ الشفتين ظاهر الأسنان. كان سيد قومه وقائدهم في حروبهم وهو أحد الحكماء الشعراء في عصره.

 

قِدَار بن سالف : وهو من عقر الناقة نبي الله صالح عليه السلام

لقيم : هو لقيم ابن لقمان

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق