السبت، 24 يوليو 2021

امرأة و موقف قد أجرنا من أجرت ومن السيرة العطرة نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

امرأة و موقف

قد أجرنا من أجرت ومن السيرة العطرة نتعلم

زينب رَضِيَ اللَّه عَنْهَا  ، أكبر بنات النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  ، تزوجها أبو العاصي، واسمه القاسم، بن الربيع ابن عبد العزي بن عبد مناف، وكانت خديجة أم المؤمنين رَضِيَ اللَّه عَنْهَا  خالة أبي العاصي. وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنها فكان أبو العاص ابن خالة زينب وهي ابنة خالته . أسملت زينب وبقي أبو العاص على شركه ، ولما طلق عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب رقية وأم كلثوم قالت قريش لأبي العاص طلق زينب بنت محمد ونزوجك ابنة سعيد بن العاص فقال لا أفارق صاحبتي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني على صهره خيراً فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث أبا رافع وزيد بن حارثة يحمل أهله وبناته حبس أبو العاص زينب عن الخروج إلى أبيها ثم أسر أبو العاص يوم بدر فبعثت زينب بمال في فدائه فيه قلادة لخديجة كانت حلتها ليلة أدخلت على أبي العاص فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك القلادة تذكر ما مضى ورق لها رقّة شديدة وعلم انّه لو كان بيدها فضل ما بعثت بالقلادة فقال إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها هذه القلادة فأطلقوا عنه بغير فداءٍ فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسرح ابنته إليه فلما قدم مكة قال الحقي بأبيك فتجهزت وخرجت إلى المدينة .

كانت قريش تعتمد على التجارة فترسل أموالها للشام مع خيرة أبنائها وكان أبو العاص أحد اللذين اتجروا لقريش وعاد رابحا وعلم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأمر القافلة فأرسل زيد بن حارثة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ  في مائة وسبعين من الصحابة فحاز على القافلة وأسر معظم رجالها وفر أبو العاص ناجيا إلا أن الأمر كبر عليه ففكر فيما يفعل حتى لا يكون الأمر سبة عليه فلم يجد إلا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّهُ عَنْها . فاجه ليلا للمدينة ووصل دار زينب رَضِيَ اللَّهُ عَنْها واستجار بها . فأجارته فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم وكبر لصلاة الفجر صفقت زينب وصرخت من صف النساء وقالت أيّها الناس إنّي أخرجت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم يا رسول الله قال أما والذي نفسي بيده ما علمت أنه يجير على المسلمين أدناهم ثم دخل على ابنته وقال أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له وبعث إلى السرية فردوا ما أخذوا من ماله حتى الشنة والشظاظ فاحتمله إلى مكة وأدى إلى كل ذي حق حقه ثم نادى يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي شيء قالوا جزاك الله خيراً فقد وجدناك مليا وفيا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ثم خرج إلى المدينة

وصَلّىِ الله عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وعلى آل سيدنا محمد وصحابة سيدنا محمد

ــــــــــــــــــــــــــــــ

جوامع السيرة  - لابن حزم(ص: 39)

البدء والتاريخ - المقدسي(5/ 18)

أسد الغابة – ابن الأثير (4/ 357)

الأعلام للزركلي (5/ 176)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق