الأحد، 11 مارس 2018

أمعقول أن يعود أحدنا بعد العناء صفر اليدين ؟


صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أمعقول أن يعود أحدنا بعد العناء صفر اليدين ؟
ومن سيدنا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نتعلم
في حياتنا نغرق أنفسا باحثين عن المنفعة
وفي المعرة عندنا يقولون : نيالو اللي نفع واستنفع
جمع المال فيه منفعة
في البحث عن الرزق منفعة
في التحزب منفعة
ولكن منها الآنية النفع وأخرى من المنقذة
حكاية في المعرة تقول : أن أبا ذا جاه وثراء سأل ابنه كم صاحب لك يا ولدي
قال الولد : أكثر من ألف
قال الأب : أما أنا ، وبعد هذا العمر . لي صاحب ونصف
دهش الولد ولا سيما من قول والده – ونصف صاحب
طلب الأب من ولده دعوة أصحابه لطعام بعد أن هيئ لهم مائدة تُعد لملوك
صنع لهم من جملة الطعام أقراص حلوى ولنقل الشعيبيات وهي أفخر حلوى في المعرة
ووضع في كل قرص ليرة ذهبية
طلب الأب من ابنه الوقوف مختفيا عند مخرج البيت
حديث يتكرر بين من خرج : منه : يخرب بيتو مليان كان يساويون تنتين وآخر يقول ثلاثة
ولا كلمة شكر ومن قالها أشركها في طلب الزيادة
ثم قال الأب وأنا يا ولدي سأعرفك على أصدقائي
ذبح خاروفا وترك السكين ملوثة بالدم وخرج مع ابنه متزرعين بالخوف ، فطرق الباب ليخرج رجل ، بادره الأب بالقول : لص دخل بيتنا فقتلته وأنا ملتجئ إليك
رد الرجل لن يكون بمقدوري فعل أكثر من أبقيك حتى الصباح
والولد يسمع
تشكره الأب وانطلق ، وهو يقول لولده هذا نصف الصاحب
طرق الأب بابا آخر فخرج رجل ، طرح الأب عليه القصة
فأجابه الرجل ادخل يا أخي وأخذ السكين من يده قائلا ومن قال لك أنت القاتل
سلمت أنت وأنا هو من قام بالقتل
ترى أيعقل أن نلاقي ربنا ؟ ، لا أم ، ولا أب ، ولا زوجة ، ولا ولد
ولا صديق حميم شفيع لنا أمام الله
أن نعود بعد الشقاء صفر اليدين !
قال سيدنا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .أَنَّ الصَّدِيقَ إِذَا كَانَ صَالِحًا نَفَعَ، وَأَنَّ الْحَمِيمَ إِذَا كَانَ صَالِحًا شَفَعَ. ألا تسمع إلى قول أهل النار فمالنا من شافعين ولا صديق حميم
ورحم الله القائل
وما زلت أقطع عرض البلاد ... من المشرقين إلى المغربين
وأدّرع الخوف تحت الرّجاء ... وأستصحب الجدي والفرقدين
وأطوي وأنشر ثوب الهموم ... إلى أن رجعت بخفيّ حنين
إلى أن أكون على حالة ... مقلا من المال صفر اليدين
فقير الصّديق غنيّ العدو ... قليل الجداء عن الوالدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إحياء علوم الدين – الإمام الغزالي (2/ 160)
تفسير ابن كثير (6/ 150)
العقد الفريد (2/ 340)

ـــــــــــــــــ
قال الله تعالى في سورة الشعراء : قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ﴿٩٦﴾ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴿٩٧﴾ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٩٨﴾ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ ﴿٩٩﴾ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ﴿١٠١﴾ فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٢﴾

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق