الأحد، 2 يوليو 2023

رزقك إلك ، ورزق غير محرم عليك وفي المعرة يقولون : ما بروح إلا المقطوع منه النصيب من المعرة وفي مدينة حماة ومن قصص السلف رجل سرق مَاله بِالْبَصْرَةِ واستعاده بواسط .

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

رزقك إلك ، ورزق غير محرم عليك

وفي المعرة يقولون : ما بروح إلا المقطوع منه النصيب

من المعرة وفي مدينة حماة ومن قصص السلف رجل سرق مَاله بِالْبَصْرَةِ واستعاده بواسط .

قد يفقد المرء شيئاً يملكه ، وقد يسرق ، وقد يُنصب عليه والنَّصب شكل من السرقة . قد يعود ما فُقِد أو ما سُرق ، وقد يؤب النصاب لرشد فيرد ما أخذ وهذا كله من قدر الله ، وقد لا يعود كما لم يعد عِقْدٌ سرق من السيدة عائشة أم المؤمنين .

في حماة رجل أعرفه تاجر مشهور أيام الستينات ، حدث والدي أن له أخ صيدلاني كان يخصص مبلغا من عائد المال لفقراء حييه . تزوج بعد حين وكان قد اشترى ذهبا يتجاوز وزن النصف كيلو غرام . عاد مع زوجته من عند أهلها ولم يمض على زواجه يومين ليلا ، وبعد وصولهما أخبرته زوجه أنها فقدت كل الذهب فحقيبتها لم تكن مغلقة . عاد ولم يجدا شيئاً

شاع الأمر في الحي . وبعد أيام جاءته امرأة ممن كان يعليها وقالت هذا ذهبك بارك الله لك فزوجي يشرب الخمر يوميا حتى يثمل فتشفت ثيابه فوجدت الذهب وحين علمت أنه لك جئتك . شاب من المعرة أعرفه ، قاد سيارته باتجاه حلب مع زوجته وولده ، وفي الطريق توقف فالطفل يريد قضاء الحاجة . نزل ونزلت الأم ومعها حقيبتها وفيها ما يزيد عن كيلو غرام من الذهب ، أعادت الطفل وتركت الحقيبة .تذكرت  قبيل وصولهما لحلب فعادا إلا أن الحقيبة ذهبت مع من وجدها ..

حدث رجل من الدقاقين، فِي دَار الزبير بِالْبَصْرَةِ، قَالَ: أورد عَليّ رجل غَرِيب، سفتجة بِأَجل، فَكَانَ يتَرَدَّد عَليّ، إِلَى أَن حل ميعاد السفتجة. ثمَّ قَالَ لي: دعها عنْدك حَتَّى آخذها مُتَفَرِّقَة، فَكَانَ يَجِيء فِي كل يَوْم فَيَأْخُذ بِقدر نَفَقَته إِلَى أَن نفدت، وَصَارَ بَيْننَا معرفَة، وَألف الْجُلُوس عِنْدِي، وَكَانَ يراني أخرج من كيسي من صندوق لي، فَأعْطِيه مِنْهُ. فَقَالَ لي يَوْمًا: إِن قفل الرجل، صَاحبه فِي سَفَره، وأمينه فِي حَضَره، وخليفته على حفظ مَاله، وَالَّذِي يَنْفِي الظنة عَن أَهله وَعِيَاله، فَإِن لم يكن وثيقًا تطرقت الْحِيَل عَلَيْهِ، وَأرى قفلك هَذَا وثيقًا، فَقل لي مِمَّن ابتعته، لأبتاع مثله. فَقلت: من فلَان بن فلَان الأقفالي، فِي جوَار بَاب الصفارين. قَالَ: فَمَا شَعرت يَوْمًا، وَقد جِئْت إِلَى دكاني، فطلبت صندوقي لأخرج مِنْهُ شَيْئا من الدَّرَاهِم، فَحَمله الْغُلَام إِلَيّ، ففتحته، فَإِذا لَيْسَ فِيهِ شَيْء من الدَّرَاهِم. فَقلت لغلامي، وَكَانَ غير مُتَّهم عِنْدِي: هَل أنْكرت من الدرابات شَيْئا؟ قَالَ: لَا، فَقلت: فتش، هَل ترى فِي الدّكان نقبًا؟ قَالَ: لَا. فَقلت: فَمن السّقف حِيلَة؟ قَالَ: لَا. قلت: فَاعْلَم أَن الدَّرَاهِم قد ذهبت. فقلق الْغُلَام، فسكنت، وَقمت لَا أَدْرِي مَا أصنع، وَتَأَخر الرجل عني، فَلَمَّا غَابَ اتهمته، وَذكرت مَسْأَلته عَن القفل. فَقلت للغلام، أَخْبرنِي كَيفَ تفتح دكاني وتغلقه؟ قَالَ: رسمي أَن ادرب درابتين درابتين، والدرابات فِي الْمَسْجِد، فأحملها فِي دفعات، اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، فأشرجها، ثمَّ أقفل، وَكَذَلِكَ عِنْدَمَا أفتحها. فَقلت: البارحة، وَالْيَوْم، فعلت ذَلِك؟ قَالَ: نعم. فَقلت: فَإِذا مضيت لِترد الدرابات، أَو تحضرها، على من تدع الدّكان؟ قَالَ: خَالِيا. قلت: فَمن هُنَا دهيت. ومضيت إِلَى الصَّانِع الَّذِي ابتعت مِنْهُ القفل، فَقلت: جَاءَك إِنْسَان مُنْذُ أَيَّام، وَاشْترى مِنْك مثل هَذَا القفل؟ قَالَ: نعم، رجل من صفته كَيْت وَكَيْت، فَأَعْطَانِي صفة صَاحِبي. فَعلمت أَنه احتال على الْغُلَام وَقت الْمسَاء، لما انصرفت أَنا، وَمضى الْغُلَام يحمل الدرابات، فَدخل هُوَ إِلَى الدّكان، فَاخْتَبَأَ فِيهِ، وَمَعَهُ مِفْتَاح القفل الَّذِي اشْتَرَاهُ، وَالَّذِي يَقع على قفلي، وَأَنه أَخذ الدَّرَاهِم، وَجلسَ طول ليلته خلف الدرابات. فَلَمَّا جَاءَ الْغُلَام، وَفتح درابتين، وَحملهَا ليرفعها، خرج، وَأَنه مَا فعل ذَلِك، إِلَّا وَقد خرج إِلَى بَغْدَاد. فَسلمت دكاني إِلَى الْغُلَام، وَقلت لَهُ: من سَأَلَ عني فَعرفهُ أَنِّي خرجت إِلَى ضيعتي. قَالَ: فَخرجت، وَمَعِي قفلي ومفتاحه، وَقلت: أبتدئ بِطَلَب الرجل بواسط. فَلَمَّا صعدت من السميرية، طلبت خَانا فِي الكتبيين بواسط، لأنزله، فأرشدت إِلَيْهِ، فَصَعدت، فَإِذا بقفل مثل قفلي سَوَاء على بَيت. فَقلت لقيم الخان: هَذَا الْبَيْت من ينزله؟ فَقَالَ: رجل قدم من الْبَصْرَة أمس. فَقلت: أَي شَيْء صفته؟ فوصف لي صفة صَاحِبي، فَلم أَشك أَنه هُوَ، وَأَن الدَّرَاهِم فِي بَيته. فاكتريت بَيْتا إِلَى جَانِبه، ورصدت الْبَيْت، حَتَّى انْصَرف قيم الخان، وَقمت ففتحت القفل بمفتاحي، فحين دخلت الْبَيْت، وجدت كيسي بِعَيْنِه، فَأَخَذته، وَخرجت وأقفلت الْبَاب، وَنزلت فِي الْوَقْت إِلَى السَّفِينَة الَّتِي جِئْت فِيهَا، وأرغبت الملاح، وانحدرت إِلَى الْبَصْرَة. فَمَا أَقمت بواسط إِلَّا ساعتين من نَهَار، وَرجعت إِلَى منزلي بِمَالي بِعَيْنِه.

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

ـــــــــــــــــــــــــــ

الفرج بعد الشدة للتنوخي (4/ 244)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق