السبت، 1 يوليو 2023

الغدر والغدر من أسباب البلاء الذي نحن فيه

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الغدر والغدر من أسباب البلاء الذي نحن فيه
أصل الغَدَر الموضع الكثير الحجارة والصعب المسلك، لا تكاد الدابة تتخلص منه . والغدر ضد الوفاء . وقد قال بعض الحكماء: «المعروف إلى الكرام يعقب خيراً، وإلى اللئام يعقب شراً، ومثل ذلك مثل المطر، يشرب منه الصدف فيعقب لؤلؤاً، وتشرب منه الأفاعي فيعقب سماً» وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ " . وقد عرف الضبع بالغدر وقال ابن دريد في أماليه: أخبرنا أبو حاتم عن أبي عُبَيْدة قالَ: سئل يوما عن المثل: مجير أم عامر، فقال: خرج فتيان من العرب للصيد فأثاروا ضبعاً فأنفلت بين ايديهم ودخلت خباء بعض العرب فخرج اليهم. فقال: والله لا تصلونه اليها. فقد استجارت بي، فخلوا بينه وبينها فلمّا انصرفوا عمد إلى خبز ولبن وسمن، فثرده وقربه اليها فأكلت حتى شبعت وتمددت في جانب الخباء، وغلب الأعرابي النوم، فلمّا استثقل وثبت عليه فقرضت حلقه، وبقرت بطنه. وأكلت حشوته، وخرجت تسعى، وجاء أخ للأعرابي فلمّا نظر اليه أنشا يقول:
ومن يصنع المعروف في غير اهله ... يلاقي الذي لاقى أم عامر
اعد لها لمّا استجارت ببيته ... قراها من ألبان اللقاح البهارز
فأشبعها حتى إذا ما تمطرت ... فرته بانياب لها وأظافر
فقل لذي المعروف: هذا جزاء من ... يجود بمعروف إلى غير شاكر
ولما قتل كسري بزرجمهر وجد في منطقته مكتوبا: إذا كان الغدر في الناس طباعا فالثقة بالناس عجز، وإذا كان القدر حقا فالحرص باطل، وإذا كان الموت راصدا فالطمأنينة حمق.
وجميل قول حَاتِمٌ الطَّائِيُّ:
وَلا أَشْتَرِي مَالاً بِغَدْرٍ عَلِمْتُهُ ... أَلا كُلُّ مَالٍ خَالَطَ الْغَدْرَ أَنْكَدَا
يا رب فرج عن سورية وأهل سورية
ــــــــــــــــــــ
صحيح البخاري (3/ 83)
حماسة البحتري (ص: 287)
المحاسن والأضداد (ص: 55)
تعليق من أمالي ابن دريد (ص: 225)
العقد الفريد (2/ 120)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق