الثلاثاء، 24 يناير 2023

هند بنت عتبة أم الملوك وصورة لها ولزوجها قبل الإسلام وبعد أن أسلما

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

هند بنت عتبة أم الملوك

وصورة لها ولزوجها قبل الإسلام وبعد أن أسلما

قيل: وكانت هند بنت عتبة تحت الفاكه بن المغيرة المخزومي، وكان الفاكه من فتيان قريش، وكان له بيت ضيافة يغشاه الناس من غير إذن، فخلا ذلك البيت يوماً، فضجع الفاكه، وهند فيه، فخرج الفاكه لبعض حوائجه، وأقبل رجل ممن كان يغشى ذلك البيت فولجه، فلما رأى المرأة ولى هارباً، فرآه الفاكه وهو خارج من البيت، فأقبل إلى هند فضربها برجله، وقال:

«من هذا الرجل الذي خرج من عندك» ؟ قالت: «ما رأيت أحداً ولا انتبهت حتى نبهتني» فقال لها: «الحقي بأهلك» ، فتكلم الناس فيها، فقال لها أبوها: «يا بنية إن الناس قد أكثروا فيك فاصدقيني، فإن كان الرجل في قوله صادقاً، سببت له من يقتله فتنقطع عنك القالة، وإن كان كاذباً حاكمته إلى بعض كهان اليمن» ، فحلفت له بما يحلفون به في الجاهلية إنه لكاذب، فقال عتبة للفاكه: «يا هذا إنك قد رميت ابنتي بأمر عظيم فحاكمني إلى بعض كهان اليمن» ، فخرج عتبة في جماعة من بني عبد مناف، وخرج فاكه في جماعة من بني مخزوم. وأخرجوا معهم هنداً ونسوة معها، فلما شارفوا البلاد قالوا: «غداً نرد على الكاهن» فتغير لون هند، فقال لها أبوها: «إني أرى ما بك، فهلا كان هذا قبل خروجنا» ، قالت: لا والله يا أبتاه ما ذلك لمكروه، ولكن سنأتي بشرا يخطىء ويصيب فلا نأمن أن يسومني مما يكون فيه سبة على باقي عمري» ، قال: «إني سوف أختبره قبل أن ينظر في أمرك، فأخذ حبة من حنطة، فأدخلها في إحليل فرسه، وأوكى عليها بسير، فلما دخلوا على الكاهن قال له عتبة: «ما كان مني في طريقي» ؟ قال: «ثمرة في كمرة» ، قال: «احتاج إلى أبين من هذا» ، قال: «حبة في إحليل مهر» ، قال: «صدقت، فما بال هؤلاء النسوة» ؟ فجعل يدنو من إحداهن فيضرب بمنكبها، حتى أتى إلى هند فضرب بمنكبها، وقال:«انهضي غير رسحاء، ولا فاحشة، ولتلدين ملكاً يقال له معاوية» ، فوثب إليها الفاكه، فأخذ بيدها، فنزعت يدها من يده، وقالت: «إليك عني! والله لأجهدن أن يكون ذلك من غيرك»

وتقدم عتبة بن ربيعة وسهيل بن عمرو وأبا سفيان بن حرب وسهل بن عمرو على هند بنت عتبة فاختارت أبا سفيان . ويمر الزمن ويصدع على الملأ نور الحق على لسان محمد بن عبد الله عليه يدعو للحق والفضيلة والمساوة وعبادة الإله الواحد . مساواة وتعاطف . لا تحكم ولا جبروت .فتأبى هند ويأبى أبا سفيان أن يتبع الحق ويحتدم الصراع بين أهل الشرك وأهل الإيمان . وترسم معركة بدر الكبرى ذكريات سيئة بشعة في مخيلة هند ، فلقد قتل المسلمون أباه وعمها وأخاها .  وابنها وقع أسيرا في يد المسلمين . وكيف تفدي أسيرا كان تحلم أن يكون ملكا . ولا تبكت هند فتلى يدر خشية شماتة الخزج

وكانت أحد وانتقمت هند في زعمها لقتلى بدر ، وكانت تنشد وهي متجهة إليها .

وبها وبها بني عبد الدار .. وبها وبها حماة الجار

ضربا ضربا بكل بتار

ويجيبها النساء مرتجزات

يضربن الدفوف والغرابيل ويحرضن ويذكرنهم قتلى بدر ويقلن:

نَحْنُ بنات طارق ... نمشي عَلَى النمارق

إن تقبلوا نعانق ... أو تدبروا نفارق

وكان الذي مثل بحمزة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية، جد عبد الملك بن مروان لأمه، وقتله النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صبرا منصرفه من أحد. وتُسْلم هند وزوجها بعد فتح مكة .

وفي اليرموك كانت مع النساء في صد الروم حين تراجعت ميسرة المسلمين بقيادة يزيد بن أبي سفيان وتراجع مقاتلو يزيد الى معسكرهم حيث كانت النسوة في انتظار هم، تتقدمهن هند وخولة . فكان أول فارس يصل من الميسرة الى المعسكر هو ابو سفيان هارب ، وكانت أول امرأة تقابله في هند وليس سواها. فضربت رأس فرسه بعمود الخيمة وصرخت فيه: «الى اين يا ابن حرب؟ عد الى المعركة واظهر شجاعتك عسى أن تغفر خطاباك التي ارتكبتها تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاد حتى أصيبت عينه وكان قد فقد عينه الأولى يوم الطائف ، وعاش بقية حياته فاقد البصر

الطبقات الكبرى – ابن سعد (2/ 31)

وكان أسد الغابة ابن الأثير(7/ 281)

المحاسن والأضداد – الجاحظ (ص: 259)

بلاغات النساء (ص: 149)

 

روى» الزّبير من طريق سعيد بن عبيد الثّقفيّ، قال: رميت أبا سفيان يوم الطّائف فأصبت عينه، فأتى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: هذه عيني أصيبت في سبيل اللَّه. قال: «إن شئت دعوت فردّت عليك، وإن شئت فالجنّة» «3» . قال: الجنّة.

وروى يعقوب بن سفيان وابن سعد بإسناد صحيح، عن سعيد بن المسيّب، عن أبيه، قال: فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: يا نصر اللَّه اقترب. قال: فنظرت فإذا هو أبو سفيان تحت راية ابنه يزيد. ويقال: فقئت عينه يومئذ.

الإصابة في تمييز الصحابة – ابن حجر العسقلاني (3/ 334)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق