السبت، 21 يناير 2023

تجرع الألم - من أقوالهم ومن حكاية أم نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تجرع الألم -  من أقوالهم ومن حكاية أم نتعلم

إن الوجع أَعم من الْأَلَم ، تَقول آلمني زيد بضربه وأوجعني بذلك ، وَتقول أوجعني ضَرَبَنِي وَلَا تَقول آلمني ضَرَبَنِي وكل ألم هُوَ يلْحقهُ بك غَيْرك ، والوجع مَا يلحقك من قبل نَفسك وَمن قبل غَيْرك ثمَّ اسْتعْمل أَحدهمَا فِي مَوضِع الآخر

قال أرسطو : لن نتعلم شيئا بدون تجرع الألم. وقال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله : وما إن لقيت باكيًا إلا رأيت وجهه مقبلًا عليَّ كأنه يسألني: ترى من أين يُذبح الإنسان إذا كانت دموعه هي دماء روحه؟ ذلك لأن الدموع لم تَعُد على طبيعتها دموعًا، بل هي علامات الألم أو السخط. الألم من المخلوق والسخط على الخالق، فهي ألفاظ من لغة العجز قد تكون أفصح منها في الأداء كلمات السفاه والغيظ والحنق وما إليها. وما الآلام إلا رياضة نفسية تشتد بها النفوس وتصلب ،فلا تهدُّها أثقال الحياة التي لا يضطلع بها إلا ذو المرة السَّوي .

حكت أم هذه القصة وقالت : لي طفلان ابن عمره خمس وابنة عمرها 15 شهراً تركتهما في حجرة ، وخرجت ، فلم تمض بضع دقائق حتى سمعت صراخ الولد ، فجريت لأعلم ما جرى ، فوجدت الطفلة قد أمسكت بشعر الولد وشدته فصرخ .

فخلصت الشعر من الطفلة ، وقلت للطفل ذي الخمس السنوات ، إن أختك لصغر سنها لا تدرك أن شد الشعر مؤلم .

وخرجت وما هي إلا دقيقتان ، حتى سمعت صراخا في الحجرة . وكان الصراخ هذه المرة صراخ الطفلة . ودخلت الحجر فلم أجد شيئا . وسألت الطفل ذي الخمس سنوات عما جرى . فقال : لا شيء كنت أعلمها أن شد الشعر مؤلم . فالآن هي تدرك ذلك تماماً .

يا رب فرج همومنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــ

الفروق اللغوية للعسكري (ص: 239)

حديث القمر – مصطفى صادق الرافعي (ص: 12)

مجلة العربي الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق