الأحد، 4 ديسمبر 2022

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

فقدان الرحمة من أسباب البلاء الذي نحن فيه

ومن حياة السلف لنا مثل عمر بن الخطاب والهرمزان - الحجاج والحرورية

لقد غلبنا النِّقْمَةُ وهي المُكَافَأَةُ بالعُقُوبَةِ ، واستبعدنا الرَّحْمة والرِقَّة والتي تَقْتَضِي الْإِحْسَان إِلَى المَرْحُوم ، حتى أننا نسينا الرأْفة: وهي في معناها أَشد الرَّحْمَةِ .

رايات الانتقام مع كل أسف هي المرفوعة ، ضغائن تتفجر وأحقاد تثار . لا لشيء فإما أن تكون معي أو أنك عدوي .

قيل: لما أتى بالهرمزان أسيرا الى عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قيل له: يا أمير المؤمنين، هذا زعيم العجم وصاحب رستم ، فقال له عمر رضى الله عنه: أعرض عليك الإسلام نصحا لك فى عاجلك وآجلك؛ فقال: إنما أعتقد ما أنا عليه ولا أرغب فى الإسلام رهبة؛ فدعا عمر بالسيف، فلما همّ بقتله، قال: يا أمير المؤمنين، شربة من ماء هى أفضل من قتلى على الظمأ؛ فأمر له بشربة من ماء؛ فلما أخذها الهرمزان قال: يا أمير المؤمنين، أنا آمن حتى أشربها؟ قال: نعم؛ فرمى بها وقال: الوفاء يا أمير المؤمنين نور أبلج؛ قال: صدقت، لك التوقّف عنك والنظر فيك، ارفعا عنه السيف؛ فقال: يا أمير المؤمنين، الآن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وما جاء به حق من عنده؛ فقال عمر: أسلمت خير إسلام، فما أخّرك؟ قال: كرهت أن يظنّ بى أنى إنما أسلمت خوفا من السيف؛ فقال عمر: ألا إنّ لأهل فارس عقولا استحقّوا بها ما كانوا فيه من الملك، فقال عمر: إنك لفارس حكيم، استحققت ما كنت فيه من الملك. ثم إن عمر رضي الله عنه، بعد ذلك كان يشاوره في إخراج الجيوش إلى أرض فارس ويعمل برأيه.

لما ولي الحجاج العراق قال: علي بالمرأة الحرورية. فلما حضرت قال لها: كنت بالأمس في وقعة ابن الزبير تحرضين الناس على قتل رجالي ونهب أموالي؟ قالت: نعم. قد كان ذلك يا حجاج. فلتفت الحجاج إلى وزرائه وقال: ما ترون في أمرها؟ فقالوا: عجل بقتلها. فضحكت المرأة فاغتاظ الحجاج وقال: ما أضحكك؟ قالت: وزراء أخيك فرعون خير من وزرائك هؤلاء.

قال: وكيف ذلك؟ قالت: لأنه استشارهم في موسى فقالوا: " أرجه وأخاه "، أي أنظره إلى وقت آخر، وهؤلاء يسألونك تعجيل قتلي. فضحك الحجاج وأمر لها بعطاء وأطلقها.

أما العفو اليوم فأصبح عملة نادرة ، وحل محله التحريض ، فدمر الوطن وشرد الأهل

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

نهاية الأرب في فنون الأدب  - النويري (6/ 177)

نوادر الخلفاء (ص: 14)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق