الأحد، 11 ديسمبر 2022

الغُرور سر من أسرار البلاء الذي نحن فيه وعند قصيدة إيليا أبو ماضي وأحمد شوقي لنا أن نقف

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الغُرور سر من أسرار البلاء الذي نحن فيه

وعند قصيدة إيليا أبو ماضي وأحمد شوقي لنا أن نقف

قالوا : الغَرورُ: الشيطانُ، وَأما الغُرورُ فَمَا اغْتُرّ بِه من مَتَاعِ الدُّنْيا. وقالوا : الحُمْق الغُرور. وقيل من اغتر بحاله، قصر في احتياله. ومن اغتر بمسالة – اغتر - الزمن، عثر بمصادمة المحن. والْمُنْذر بن النُّعْمَان بن الْمُنْذر وَكَانَ يلقب الْغرُور فَلَمَّا هزم قَالَ: أَنا الْمَغْرُور . والغرور بحمل صاحبه على توهم غير صحيحة تدفع به للتهلكة . وجميل ما قاله إيليا أبو ماضي : في قصيدته " النجوم والضفادع "

صاحت الضفدع لما شاهدت   .. حولها في الماء أظلال النجوم

يا رفاقي يا جنودي احتشدوا  .. عبر الأعداء في الليل التخوم

فاطردهم، واطردوا الليل معا  .. إنه مثلهم باغ أثيم

زعقة سار صداها في الدجى  .. فإذا الشطّ شخوص وحسوم

في أديم الماء من أصواتها  .. رعدة الحمى، وفي الليل وجوم

مزّق الفجر جلابيب الدّجى .. ومح من صفحة الأرض الرسوم

فمشت في سربها مختالة   .. كمليك ظافر بين قروم

ثم قالت: لكم البشرى ولي  ..  قد نجونا الآن من كيد عظيم

نحن لو لم نقهر الشّهب التي  .. هاجتنا لأذاقتنا الحتوم

وأقامت بعدنا من أرضنا  .. في نعيم لم يجده في الغيوم

أيها التاريخ سجّل أننا  .. أمة قد غلبت حتى النجوم

ورحم الله أمير الشعراء أحمد شوقي حيث قال في قصيدة " الغربان "

كانَ لِلغربانِ في العَصرِ مَليك    ..   وَلَهُ في النَخلَةِ الكُبرى أَريك

فيهِ كُرسِيٌّ وَخِدرٌ وَمُهود   ..    لِصِغارِ المُلكِ أَصحابِ العُهودِ

جاءَهُ يَوماً ندورُ الخادِمُ   ..    وَهوَ في البابِ الأَمينُ الحازِمُ

قالَ يا فَرعَ المُلوكِ الصالِحين    ..   أَنتَ ما زِلتَ تُحِبُّ الناصِحين

سوسَةٌ كانَت عَلى القَصرِ تَدور   ..    جازَت القَصرَ وَدَبَّت في الجُدور

فَاِبعَثِ الغِربانَ في إِهلاكِها   ..    قَبلَ أَن نَهلِكَ في أَشراكِها

ضَحكَ السُلطانُ في هَذا المَقال   ..    ثُمَّ أَدنى خادِمَ الخَيرِ وَقال

أَنا رَبُّ الشَوكَةِ الضافي الجَناح    ..   أَنا ذو المِنقارِ غَلّابُ الرِياح

أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور    ..   أَنا لا أُبصِرُ تَحتي بانُدور

ثُمَّ لَمّا كانَ عامٌ بَعدَ عام  ..     قامَ بَينَ الريحِ وَالنَخلِ خِصام

وَإِذا النَخلَةُ أَقوى جِذعُها    ..   فَبَدا لِلريحِ سَهلاً قَلعُها

فَهَوَت لِلأَرضِ كَالتَلِّ الكَبير   ..    وَهَوى الديوانُ وَاِنقَضَّ السَرير

فَدَها السُلطانَ ذا الخَطبُ المَهول   ..    وَدَعا خادِمَهُ الغالي يَقول

يا نُدورَ الخَيرِ أَسعِف بِالصِياح  ..     ما تَرى ما فَعَلَت فينا الرِياح

قالَ يا مَولايَ لا تَسأَل نُدور   ..    أَنا لا أَنظُرُ في هَذي الأُمور

وهل وصلنا إلى ما نحن فيه إلا بسبب الغرور ؟ مقولة دمرتنا قولنا : أنا وبس

لباب الآداب لأسامة بن منقذ (1/ 60)

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

 

أحمد بن علي بن أحمد شوقي.

1285 - 1351 هـ / 1868 - 1932 م . أشهر شعراء العصر الأخير، يلقب بأمير الشعراء، مولده ووفاته بالقاهرة، كتب عن نفسه: (سمعت أبي يردّ أصلنا إلى الأكراد فالعرب) نشأ في ظل البيت المالك بمصر، وتعلم في بعض المدارس الحكومية، وقضى سنتين في قسم الترجمة بمدرسة الحقوق، وارسله الخديوي توفيق سنة 1887م إلى فرنسا، فتابع دراسة الحقوق في مونبلية، واطلع على الأدب الفرنسي وعاد سنة 1891م فعين رئيساً للقلم الإفرنجي في ديوان الخديوي عباس حلمي. وندب سنة 1896م لتمثيل الحكومة المصرية في مؤتمر المستشرقين بجينيف. عالج أكثر فنون الشعر: مديحاً، وغزلاً، ورثاءً، ووصفاً، ثم ارتفع محلقاً فتناول الأحداث الاجتماعية والسياسية في مصر والشرق والعالم الإسلامي وهو أول من جود القصص الشعري التمثيلي بالعربية وقد حاوله قبله أفراد، فنبذهم وتفرد. وأراد أن يجمع بين عنصري البيان: الشعر والنثر، فكتب نثراً مسموعاً على نمط المقامات فلم يلق نجاحاً فعاد إلى الشعر.

 

إيليا أبو ماضي من كبار شعراء المهجر ، ولد في قرية ( المحيدثة ) اللبنانية ، وأقام في الإسكندرية سنة 1900م يبع السجائر ثم هاجر إلى أميركا سنة 1901 م وتوفي في مدينة نيويورك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق