الثلاثاء، 3 سبتمبر 2024

بوجهي يا عرب ليتنا نتعلم من ماضينا وحتى من عدونا . ومن حكايا السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بوجهي يا عرب

ليتنا نتعلم من ماضينا

وحتى من عدونا . ومن حكايا السلف نتعلم

في المعرة يقولون أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ، وفي أيامنا أنا وابن عمي على أخوي وأنا والغريب على ابن عمي ، وكأن عرق الحياء انقطع عند الكثيرين . لا بل ربما وجدت الشامتين بذل من هم من لحمهم ودمهم . ومرة ذكرت حكاية حدثنا بها أحد المدرسين الأفاضل ، أن أحد التجار في حماة زاد ما لهو من مال على بعض البدو المحيطين في حماة ، وهم يماطلون مماطلة من لن يوفي ، فنصحه تاجر أخر أن يرتحل إليهم أيام الموسم عساه يحصل على حقه ، فعمل بنصيحته وذهب ، واستقبل في بيت المضافة ، ثم بث همه للمضيف الذي أبلغ المدينيين بسبب قدومه ، وقدم لهم النصح لطرده والخلاص منه ، وقال حين تجتمعون مساءً أعرض عليكم سبب قدومه وأطلب إليكم الوفاء وحينها يقوم الرجل الأقرب منه بنخزه وحين يصرخ ويتألم فينخزه أخر وهو يقول تسبنا وأنت عندنا يا كلب ويجتمع الموجودون فيد تعلو وأخرى تضرب وهو يقول للمضيف أنا بوجهك يا فلان ويرد عليه رافعا يده كفاية هو بوجهي يا عرب ومع الكلمة يزداد الضرب فلقد اتفق على أنه مع ترداد المقولة يستمر الضرب . هرب الرجل وهو يقول لعن الله قائلا بوجهي يا عرب . والحكاية للعبرة وليس المقصود عموم الناس .

لما مات بعض الخلفاء اختلفت الروم واجتمعت ملوكها. فقال: الآن يشتغل المسلمون بعضهم ببعض، فتمكننا الغرة منهم والوثبة عليهم، وعقدوا لذلك المشورات، وتراجعوا فيه بالمناظرات، وأجمعوا على أنه فرصة الدهر. وكان رجل منهم من ذوي العقل والمعرفة والرأي غائبا عنهم، فقالوا: من الحزم عرض الرأي عليه. فلما أخبروه بما أجمعوا عليه قال: لا أرى ذلك صوابا. فسألوه عن علة ذلك فقال: في غد أخبركم إن شاء الله تعالى. فلما أصبحوا أتوا إليه وقالوا: قد وعدتنا أن تخبرنا في هذا اليوم بما عولنا عليه، فقال: سمعا وطاعة. وأمر بإحضار كلبين عظيمين كان قد أعدهما، ثم حرض بينهما وحرض كل واحد منهما على الآخر، فتواثبا وتهارشا حتى سالت دماؤهما، فلما بلغا الغاية فتح باب بيت عنده وأرسل على الكلبين ذئبا كان قد أعده لذلك، فلما أبصراه تركا ما كانا عليه وتآلفت قلوبهما ووثبا جميعا على الذئب فقتلاه. فأقبل الرجل على أهل الجمع فقال: مثلكم مع المسلمين مثل هذا الذئب مع الكلاب، لا يزال الهرج بين المسلمين ما لم يظهر لهم عدو من غيرهم، فإذا ظهر تركوا العداوة بينهم وتألفوا على العدو. فاستحسنوا قوله واستصوبوا رأيه فهذه صفة العقلاء.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــ

المستطرف في كل فن مستطرف – الأبشيهي (ص: 22)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق