الاثنين، 6 نوفمبر 2023

قالوا إن دير ياسين كانت مجزرة إلا أنها كانت للعرب مأثرة ومفخرة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

قالوا إن دير ياسين كانت مجزرة

إلا أنها كانت للعرب مأثرة ومفخرة

قتل في معركة دير ياسين الغادرة مائة من العرب لا مئتان ، وقتل من اليهود مثلهم ، إلا أن الزعماء العرب وصفواها كمأساة وقالوا إنها مجزرة وبالغوا فأشاعوا الذعر في قلوب العرب فكان الأمر بلية على الناس .

كانت خطة المجاهدين بعد قرار التقسيم 1948 إلقاء الرعب في قلوب اليهود وذلك في مدينة القدس وما حولها من المستعمرات حيث يعيش أكثر اليهود وتتواجد معظم المنظمات اليهودية كقيادة الهاغانة . في حين سادت الفوضى عموما نتيجة للأحداث وفقدت المواد العربية لدرجة لم تحدث خلال الحرب العالمية الأولى .

تنادى الفدائيون العرب من كل مكان وشكلوا فرقة التدمير العربية تحت قيادة عبد القادر الحسيني ، فنسفوا شارع هاسوليل اليهودي ومطبعة بالستاين بوست وكانت لسان حال الوكالة اليهودية ونسفول حي ( يمين موشه ) ودار الوكالة اليهودية وكانت مجتمعة في تلك الدار . وكانت الحادثة الأهم قطع الماء عن الحي اليهودي حيث استطاع الشباب المجاهدين مع فرقة التدمير نسف الأنابيب التي تنقل الماء للحي اليهودي . انتقل بعدها المجاهدون إلى أسلوب جديد في إعاقة وسائل النقل والحيلولة دون وسول المؤن لليهود . وكان انتشار هذه الأخبار في الأوساط العالمية مؤديا لكثير من الدول لسحب تأييدها لقرار التقسيم ومنها الولايات المتحدة ، وفرنسا والصين . خشي اليهود من الواقع الجديد وبدأت منظماتهم في العمل على التأثير في حكومات الدول . فكان فتح بريطانية لمخازن الأسلحة في فلسطين ونهب ما فيه أبرز تلك النتائج .

رغب اليهود في حدث يؤثر في معنويات العرب بعد حادثة نهب السلاح . وكان الهدف تأمين الطريق بين القدس وتل أبيب ، فكانت دير ياسين القرية الواقع على الطريق اختيرت لمهاجمتها وابادتها . وهي قرية عدد سكانها 775 ن في يهودي يزيد عن 150 ألف نسمة وكان بين اليهود وعرب دير يا اتفاق من النوع المعروف بـ ( الجنتلمان ) . وكان اليهود هم البادئين إذ جاء عدد من رجال مستعمرة ( جيعات شاؤول ) واتفقوا مع مخاتيرها على السلم . وكان الكلام تعالوا نتفق مالنا ولغيرنا ولم يكن بمقدور أهل دير ياسين سوى الموافقة لفارق العدد والقوة . وما اعتاد اليهود على الوفاء بالعهد ، فهاجموا دير ياسين في الساعة الرابعة والربع من صباح 9 نيسان 1948 . اشترك في الهجوم رجال من عصابة الأرجون وعلى رأسهم دافيد شالتائيل ومردخاي توفمان ويهو شاع فولد شميت وكان قائد الأرجون الأكبر غكان مناحم بيجن وكان مع عصابة الأرغون عدد من عصابة شترن قبيل الهجوم حلقت طائرة ألقت سبع قنابل وكان التمهيد بالمدفعية ثم زحفوا من الشمال والشرق بخمسة عشرة سيارة . لم يكن في القرية سوى خمسة وثمانين مسلحا معهم ستين بندقية وأربع رشاشات ولم تكن الذخيرة كافية لأكثر من ساعة أو أقل ولم يفد أهل القرية استنجادهم بالجيش البريطاني وتوقف القتال في الخامسة من مساء ذلك اليوم ويحدثك الناجين عن بطولات منها ما فعله الشهيد محمد الحاج عايش زيدان الذي ظل يقتل حتى قتل فزغردت أمه ( حلوة زيدان ) ثم نزل والده فقاتل حتى قتل فزغردت ومنها ما فعلته الشهيد جميلة أحمد صالح ورفيقتها ديبة عطية وكانتا تحثان الرجال على الجهاد حتى قتلتا ، والحاجة زينب بنت أحمد موسى التي بقيت صامدة تحرض الرجال على القتال ولم يكن بيدها سلاح فاستخدمها اليهود في نقل جثثهم فأحصت ثمانين جثة .

أصدر مناحم بيغن كتابا اسمه the rcvolt ذكر فيه أن اليهود خسروا كثيرا من مقاتليهم بسبب مقاومة العرب واضطر اليهود لمحاربتهم من شارع لشارع . لقد انتصرت قرية عدد سكانها 775 م على عدو عدده 150 ألف

ـــــــــــــ

مجلة العربي الكويتية

تاريخ فلسطين - عمر البرغوثي - خليل طوطح

نكبة فلسطين عام 1947 1948 مؤامرات وتضحيات حسني أدهم جرار








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق