السبت، 14 أغسطس 2021

لكل مقامٍ مقالٌ

 

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

لكل مقامٍ مقالٌ :

يراد بذلك أن لكل أمرٍ أو فعلٍ أو كلام موضعاً لا يوضَعُ في غيره . وقيل أول من قال ذلك طرفة بن العبد في شعر يعتذر فيه إلى عمرو بن هند: :

تصدَّق عليَّ هداكَ المليكُ ... فإنّ لكلِّ مقامٍ مقالاً

ومعناه أحسِنْ إلى حتى أذكرك في كل مقام بحُسْن فعلك.

دخل رجل إلى حمزة ابن النصرانية فقال: إن أخي قد مات فمر لي بكفن، قال: والله ما عندي شيء ولكن تعهدنا إلى أيام لعله يقع، قال: أصلحك الله، فمر لي بدرهم ملح، قال: ما تصنع به؟ قال: أملحه حتى لا ينتن إلى أن يتيسر كفنه من عندك.

وقد قال الجاحظ: ليس شيء من الكلام يسقط البتة، فسخيف الألفاظ يحتاج إلى سخيف المعاني. وقد قيل: لكل مقام مقال، وقيل لبشار بن برد، كم بين قولك:

أمن طللٍ بالجزع لن يتكلّما ... وأقفر إلا أن ترى مذمما

في نظائر هذه القصيدة من شعرك، ومن قولك:

لبابة ربّة البيت ... تبيع الخلّ بالزيت

لها سبع دجاجاتٍ ... وديكٌ حسن الصوت

فقال: إنما القدرة على الشعر أن يوضع الجد والهزل في موضعه، ولبابة هذه جارة لي تنفعني بما تبعث لي من بيض دجاجها، وهذا الشعر أحسن موضعاً عندها من:

قفا نبك من ذكرى حبيبٍ ومنزل

تخيل أن رجلا يتلفظ وهو في شدة غضب أفقدته توازنه ألفاظا لا ترضي الخالق والمخلوق . وتسمع من يقول : إي صل على النبي . أو وحد الله يا رجل . ولربما ساقه الغضب إلى ألفاظ تهز عرش الرحمن غضبا . لنتخيل أن رجلا أثقل رأسه شرب الخمر  وتأتي أنت لتقول : حرام وما بجوز  .

يحدثوك عن المستقبل وكأنهم يقرؤون الغيب

ولكن لكل مقامٍ مقالٌ

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــ

الحيوان – الجاحظ (1/ 132)

الفاخر – المفضل بن سلمة (ص: 314)

البصائر والذخائر – التوحيدي (4/ 72)

جمع الجواهر في الملح والنوادر – أبو إسحاق الحصري(ص: 5)

مجمع الأمثال - (2/ 198)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق