رحلة الشتاء والصيف
عندما نقرأ سورة قريش والتي خص بها الله أهل الحرم
والتي دعاهم من خلالها رب العزة إلى شكر نعمة الأمن وأَرْشَدَهُمْ
إِلَى شُكْرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ الْعَظِيمَةِ فَقَالَ: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ
هَذَا الْبَيْتِ} بالإقرار له بالعبودية
لنتذكر الشرف الذي خصه الله بني هاشم والذين كان سببا في
أمن طريق الرحلة بين مكة والشام ، ومكة واليمن ومكة ، ومكة والعراق ، ومكة والحبشة
لقد انطلق ما عرف بالآخذون العهد إلى حكام تلك البلاد
أيامها لأخذ العهد بأمان الطريق فانطلق هاشم بن عبد مناف انطلق إلى الشام فأخذ من
قيصر ملك الروم ومن ملوك غسان عهودا وذمة لقريش أن يأتوا الشام ويتجروا به ،
وبالمناسبة توفي هاشم واسمه عمرو في مدينة غزة ولهذا تعرف غزة بغزة هاشم - وانطلق
أخوه عبد شمس بن عبد مناف إلى بلاد الحبشة فأخذ لتجار قريش عهدا من النجاشى
الأكبر، وذهب عبد المطلب إلى اليمن فأخذ عهدا من ملوكها لتجار قريش، وذهب أخوهم
نوفل بن عبد مناف إلى العراق وأخذ من ملوك آل ساسان ومن ساد من بالعراق من العرب
عهدا بذلك.
فتوجهت قريش بالتجارة إلى هذه الأربعة الوجوه على حال
آمنة بما عقد لهم بنو عبد مناف من الذمم، فسمّي بنو عبد مناف لذلك المجبرين، لأنّ
الله جبر بهم قريشا وأغناها بالتجارة
كنز الدرر وجامع الغرر - أبو بكر بن عبد الله بن أيبك الدواداري (4/ 9)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق