الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

عِيسَى العوام أحد أبطال معركة عكا

عِيسَى العوام
أحد أبطال معركة عكا
وتصحيح لما شاع عند الكثيرين
وأقول لنعلم أنه مهما فعلنا لنسترضي اليهود والنصارى فلن نزداد إلا ذلا ومهانة
ومن جملة ذلك أن نزور تاريخنا استرضاء لهم
ففي فيلم الناصر صلاح الدين وفي نسختيه المصرية ونسخة الرسالة يظهر عسى العوام نصرانياً - وهو في الحقيقة مسلما يقاتل في جيش المسلمين وذلك للدلالة على عربية المعركة وأنها كانت بين العرب مسلميهم ونصاراهم وأعداء العرب وليست بين المسلمين وأعداء الإسلام
في سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائة وَمن نَوَادِر ما جرى أثناء حصار الفرنجة لعكا ، سطّر المسلمون ملاحمهم التي عرفوا بها  يَعْنِي نَوَادِر مَا جرى فِي الْقِتَال على عكا أَن عواما مُسلما كَانَ يُقَال لَهُ عِيسَى كَانَ يدْخل الْبَلَد بالكتب والنفقات على وَسطه لَيْلًا على غرَّة من الْعَدو وَكَانَ يغوص وَيخرج من الْجَانِب الآخر من مراكب الْعَدو
وَكَانَ ذَات لَيْلَة شدّ على وَسطه ثَلَاثَة أكياس فِيهَا ألف دِينَار وَكتب للعسكر وعام فِي الْبَحْر فَجرى عَلَيْهِ أَمر أهلكه وَأَبْطَأ خَبره عَنَّا وَكَانَت عَادَته إِذا دخل الْبَلَد طَار طَائِر عرفنَا بوصوله فَأَبْطَأَ الطَّائِر فاستشعر هَلَاكه فَلَمَّا كَانَ بعد أَيَّام بَينا النَّاس على طرف الْبَحْر فِي الْبَلَد وَإِذا الْبَحْر قد قذف إِلَيْهِم مَيتا غريقا فافتقدوه فوجدوه عِيسَى الْعَوام ووجدوا على وَسطه الذَّهَب ومشمع الْكتب وَكَانَ الذَّهَب نَفَقَة الْمُجَاهدين فَمَا رئي من أدّى الْأَمَانَة فِي حَال حَيَاته وَقدر الله لَهُ أداءها بعد وَفَاته إِلَّا هَذَا الرجل وَكَانَ ذَلِك فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من رَجَب أَيْضا
وَقَالَ الْعِمَاد وكان اختفاء عِيسَى ، وَلم يسمع لَهُ خبر وَلم يظْهر لَهُ أثر فظنت بِهِ الظنون وَمَا تيقنت الْمنون وَكَانَت لَهُ لَا شكّ عِنْد الله منزلَة فَلم يرد أَن تبقى حَاله وَهِي مجملة مُحْتَملَة
----------
-         الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية – أبي شامة(4/ 160)
-         النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية – القاضي ابن شداد(ص: 207)
-         الفتح القسي في الفتح القدسي عماد الدين الأصبهاني(ص: 223)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق