صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
بلاد
المسلمين : طشقند
طشقند
اسم أذري يعتقد أنه تركي الأصل مؤلف من كلمتين: «طش» وتعني الحجر،
و«كند» وتعني مدينة. وتلفظ بالأذرية كـ«توشكنت» وبالروسية
«تاشكنت». وقد اشتهرت بالعربية بطشقند.
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
بلاد
المسلمين : طشقند
طشقند
اسم أذري يعتقد أنه تركي الأصل مؤلف من كلمتين: «طش» وتعني الحجر،
و«كند» وتعني مدينة. وتلفظ بالأذرية كـ«توشكنت» وبالروسية
«تاشكنت». وقد اشتهرت بالعربية بطشقند.
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
عن
تاريخ المعرة أقول
ليس
التاريخ ما يشاع بل التاريخ علم يدعمه السند
كل
منا يحب مسقط رأسه ، المكان الذي عاش وترعرع فيه
النبي
عليه الصلاة والسلام أعلن حبه لمكة المكرمة
إلا
أن الحب لا يعني تزوير الحقائق أو والتهليل والتكبير لما لم يحدث
عن
نفسي لا أبالغ إن قلت أني واحد ممن عشق تراب بلده
بحثت
وأبحث عن تاريخها بالسند ، وليس بقيل وقال ليكون القيل والقال تاريخا لمعرتي
الحبيبة
في
ادلب خرجت بعد صلاة الفجر أشتري الخبز كان أمامي ثلاثة سأل أحدهم الآخر من أين أنت
؟ فقال من المعرة تفاجئت ، فوجهه كان غربيا علي ، ثم سأله وأين تسكن ؟ فرد قرب
المتحف فزاد استغرابي .! فأنا بيتي قرب المتحف قلت له لم أرك في حياتي. صمت وأخذ
الخبز وانطلق .
المعرة
عبر التاريخ ما تغير اسمها اللهم إلا تحريفا لغويا يعطي المعنى نفسه ، فهي المعرة
عبر التاريخ ، أما أنها دعيت ذات القصور فهي صفة وليست اسما كما نقول للأسد حيدرة
. وكذلك معرة حلب أو معرة حمص فهو إلحاق اداري لا أكثر .
وكذلك
أنها مدينة العواصم وأن هارون الرشيد سماها بذلك فأمر لا صحة له . نعم المعرة من
مدن العواصم وهي الثغور القريبة من بلاد الروم كقتسرين ، أما مدينة العواصم فهي
أنطاكية .
العائلات
المعرية اليوم عائلات استوطنت المعرة وحتى أنا من عائلة حلبية قدمت المعرة في
بداية القرن العاشر الهجري ، ولن أحيد عن الحق إن قلت أن آل الخديجة هم المعريون
بأصول تعود إلى ما قبل عهد الملك الظاهر بيبرس رحمه الله تعالى
هناك
عائلات هجرت أيام الفرنجة الصليبيين ولم تعد ، فقد زرت مقبرة في جبل قاسيون فيها
أكثر من سبعين قبرا كلهم أبناء المعرة لا ومن سادة علماء الشام .
هناك
من يقول أن المعرة حُرِقت سبع مرات وتسأله من أين لك هذا العلم ؟ فيقول : هيك سمعنا
. وأنا أقول نعم دمرت المعرة مرات كان آخرها في أيامنا إلا أن الإحراق أمر لا صحة
له
تيمور
لنك أحرق المعرة والتتار لم يدخلوا المعرة مطلقا
المعرة
مدينة المعري وهذه مقولة أطلقها طه حسين حين زار المعرة ولم تنسب المعرة لأبي
العلاء في تاريخها ، لا ، وأطلق صفة لأبي العلاء على أنه شاعر الفلاسفة وفيلسوف
الشعراء ، ولم يقل ذلك أهل الأدب من العرب سواء من عاصره ممن أحبه أو كرهه ، لا
فأبو العلاء ربما أحب المعرة ولكنه كره أهلها فكرهوه . وهنا أقول أن أبي العلاء غفر
الله له قامة من قامات اللغة لا شك في ذلك . لقد سوق الغرب لأبي العلاء لا حبا به
بل تقديراً لشكه بالله ، وتسأل نفسك لم لم يسوق للمتني وأبو العلاء يقر بشاعريته
؟!
أخوتي
أخواتي القاسم المشترك بيننا حبا للمعرة ومن الحب أن لا نكذب في حبنا
سئل
من كتب الحديث النبوي لم تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أنا لا
أكذب على النبي بل أكذب للنبي
حياكم
الله وبياكم وردنا لبلدنا سالمين غانمين
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
بَقِيَ هلشَدُّه
في
خضم مانحن فيه من بلاء ، استمر منذ الثلث الأول من الستينات وحميت وطأته مع بدء
السبعينات حتى أذن الله بالفجر ، ومن بقعة الفرج اتسع الأمل ولكن وعلى قول أسلافنا
في المعرة : بقي هلشدة . والكلمة تستخدم حين يصل المرء إلى قريب من درجة الإنهاك
الحاصل من تعب مادي جسدي وارهاق نفسي ، انطلاقا إلى ما يرجو المرء من تحقق الراحة
بعد العناء
يقال:
إنه كان في الزمن الأول فيما يُحكى عن البهائم هِرٌّ قد أفنى الجرذان، فاجتمع
الباقون فقالوا: نريد أن نحتال بهذا الهرِّ بحيلةٍ، فإنّه قد أفنانا. فاجتمع رأيهم
على أن يُعلّق في عنقه جُلجُل ( الجرس الصَّغِير ) ، فإذا سمعوا صوته حَذِروه.
فجاءوا بالجُلجُل وشدُّوه بالخيط. فلما فعلوا ذلك قالوا: من يشدُدْه في عُنُقِه؟
فقال بعضهم: بَقِيَ شَدُّه.
فأين
هو المُجَلْجِلُ: الذي سيسهم في كف البلاء عنا ، لا أشك أنهم كثر
نسأل
الله أن يفرج عنا ، عناء السنين
نسأل
الله العودة المحمودة لبلدنا
الفاخر
– ابن عاصم(ص: 179)
المُجَلْجِلُ
السَّيِّدُ القويُّ وَإِن لم يكُنْ لَهُ حسبٌ وَلَا شرفٌ، وَهُوَ الجريءُ
الشَّديدُ الدَّفعَ وَاللِّسَان.
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي
والرجالِ مَخَابِرٌ
مَا هُمْ بِمَنَاظِرْ
ومن حياتنا وحياة
السلف لنا مثل
تتيح هذه الأيام
الفرصة للكثيرين في ادعاء ما لم يحدث . وكلمة أنا تكاد لا تفارق الشفاه ، بطولات
منسوبة وآراء مدعاة : أنا فعلت ، وأنا قلت امتصاصا لخيرات مرجوة وستر لعيوب لا
يمكن سترها ، وفي المثل الذي قدمت به أقول : المخابر جمع مخبر ، أي : أن الرجال
بمخابرهم ، وليسوا بمناظرهم . وأكتفي بذكر حديث شريف ، عن أبي هريرة، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر
إلى قلوبكم وأعمالكم»
دخل كثير عزة عَلَى
عبد الملك بْن مروان، رحمه الله، فقَالَ عَبْد الملك بن مروان: أأنت كثير عزة؟ قَالَ:
نعم، قَالَ: أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقَالَ: يا أمير المؤمنين، كل عند
محله رحب الفناء، شامخ البناء، عالي السناء، ثم أنشأ يَقُولُ:
تري الرجل النحيف
فتزدريه ... وفى أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير إذا
تراه ... فيخلف ظنك الرجل الطرير
بغاث الطير أطولها
رقابا ... ولم تطل البزاة ولا الصقور
خشاش الطير أكثرها
فراخا ... وأم الصقر مقلات نزور
ضعاف الأسد أكثرها
زئيرا ... وأصرمها اللواتي لا تزير
وقد عظم البعير بغير
لب ... فلم يستغن بالعظم البعير
ينوخ ثم يضرب
بالهواري ... فلا عرف لديه ولا نكير
يقوده الصبي بكل أرض
وينحره عَلَى الترب الصغير
فما عظم الرجال لهم
بزينٍ ... ولكن زينهم كرم وخير
فقَالَ عَبْد الملك:
لله دره، ما أفصح لسانه، وأضبط جنانه، وأطول عنانه ! والله إني لأظنه كما وصف نفسه
وقال آخر :
إنّي على ما تزدري
من دمامتي ... إذا قيس ذراعي بالرجال طويل
قال المأمون لمحمد
بن الجهم: أنشدني بيتا حسنا أولّك به كورة ؛ فقال:
قبحت مناظرهم فحين
خبرتهم ... حسنت مناظرهم لقبح المخبر
فاستزاده، فأنشده:
أرادوا ليخفوا قبره
عن عدوّه ... فطيب تراب القبر دلّ على القبر
وقصة شِقَةَ بنِ
ضَمُرَة مع النعمان بن المُنْذِرِ مشهورة ، وهي أنه دخل على النعمان ، وكان شقة
قصيراً نحيفاً دَمِيماً ، فسأله النعمان : مَنْ أَنْتَ ؟ فقال : أنا شقة . فقال
النعمان : «تَسْمَعُ بالمُعيدي لا أَن تراه» فذهب مثلاً . فقال شِقَّةُ : أَبَيْتَ
اللَّعْنَ إِنَّ الرِّجال لا تُكال بالقفزان ، وَلَيْسَتْ بِمُسُوكٍ يستقى بها من
الغدران . وإنما المرء بأصغريه : قلبه ولسانه ، إذا نطق نطق ببيان ، وإذا قاتل
قاتل بحنان . فأعجب به النعمان وقال : أَنْتَ لَسْتَ شِقَةَ بن ضَمُرَةِ ،
وَإِنَّمَا أَنتَ ضَمُرَةُ بنُ ضمرة
يا
رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا
رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــ
صحيح مسلم (4/ 1987)
أمالي القالي (1/
46)
الكامل في اللغة
والأدب (2/ 95)
عيون الأخبار (4/
37)
المعيدي : يُضْرَب للرجُل الَّذِي لَهُ صيتٌ وذِكْرٌ فِي
النَّاسِ، فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه
المقلات: التي لا يعيش لها ولد، والنزور: القليلة الولد.
ضمرة : اللطيف
المسوك : الجلد
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
من طعامنا الزنغل
- الزنانة - الفليفلة الحسكورية
الزنكل
من الفارسية: ((زن)): الأكل وكل): الورد، وهم أطلقوها على رقاق العجين يمد ويلف ،
ثم يقلى بالزيت ثم يرش عليه مدقوق السكر والقرفة ويؤكل. وقد يستعيضون عن السكر بدبس
العنب أوبمربى الورد إن وجد ، وقد يرشون عليه المازهر أو ماء الورد.
الزنانة
أو لحم بجين الفقراء : منتشرة في سلقين و حارم وكفر تخاريم والمعرة وما حولهم: تشق
أرغفة الخبز الساخنة ويجعلون طيها دبس الرمان والزيت والزعتر ومدقوق الثوم. وقد
يطلقون الزنانة على رغيف الخبز الساخن يلقى في جرة الزيت، ثم يخرج ويؤكل. وفي حماة
يجعلون من دبس الرمان رائباً يشرقونه مع المجدرة، وهذا الرائب يسمونه الزنانة. ولا
يوجد للزنانة مصدراً لغويا ، ولعلها من الفارسية : ((زه) الطيب، الجيد، المستحسن، و
((نان)) الخبز، أي الخبز الطيب.
الفليفلة
حسكورية
حسكورية،
يريدون: النوع البلدي منها الذي يؤكل... مع الطعام مقبلاً أو يكبس مخلل ، وغالبا
هي شديدة الحرارة ، وقيل سموها بالحسكورية نسبة إلى بيت حسكور وبيت حسكور من أهل حلب منهم النصراني ومنهم.. المسلم وحتى
الحلبيين في المغترب في أمريكا وسواها يتلهفون
على أكل الفليفلة الحسكورية و يتغنون بطعمها.
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
الحاكي
والمخلج والطريد
ممن
آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحكم
ابن أبي العاص كان الحاكي والمخلج ، فقد كان يحكى مشية رسول الله صلى الله عليه
وسلم فالتفت يوما فرآه فدعا عليه، فلم يزل مخلج المشية عقوبة من الله تعالى.
والطريد: اثنان، ألحكم ابن أبي العاص ومعاوية بن المغيرة بن أبي العاص. وهما جدا
عبد الملك بن مروان من قبل أمه وأبيه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم طرد معاوية
بن المغيرة هذا من المدينة وأجله ثلاثا فحيره الله ولم يزل يتردد في ضلاله حتى بعث
في أثره عليا وعمارا فقتلاه.
قَالَ
الشَّعْبِيُّ: سَمِعتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يقول: ورب هذه الكعبة إن الحكم ابن أَبِي
العَاصِ وَوُلْدَهُ مَلْعُوْنُوْنَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ كَانَ لِلْحَكَمِ عِشْرُوْنَ ابْناً وَثَمَانِيَةُ
بَنَاتٍ.
وَقِيْلَ:
كَانَ يُفْشِي سِرَّ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأبعده
لذلك.
ومثل
بحمزة بْن عبد المطلب معاوية بْن الْمُغِيرَةِ بْن أبي العاص بْن أمية، وقتله
النبي صلى الله عليه وسلم ضُرا؟ منصرفه من أحد مات سنة إحدى وثلاثين.
يا
رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا
رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــ
الرسائل
السياسية – الجاحظ (ص: 410)
الاستيعاب
في معرفة الأصحاب – النمري (4/ 1923)
سير
أعلام النبلاء – الإمام الذهبي (3/ 407)
الْمُخلَّجُ:
الَّذي قد سَمِنَ، فَلَحْمُهُ يَتَخَلَّجُ تَخَلُّجَ العَيْنِ أَي: يضطرب.
حاكي
أي شابهه في قول أو فعل أو غير ذلك
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
شَذَرَات
مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه
كان
الإمام الشافعي يقول: من واجب الناس أن يتوبوا، لكن ترك الذنوب أوجب فلا أحد يعتمد
على عفو الله باقترافه للذنب، ولا يقل: أغلط ورحمة ربنا واسعة، فقد لا تناله رحمة
الله، فربنا يرحم من يشاء، وهذه مسألة في علم الغيب، والإنسان تماماً مثل الولد
الذي ينام طول السنة ويمني نفسه الأماني الكاذبة أن يكون الأول على الجمهورية، فهو
مجنون، فإن أراد أن يكون الأول على الجمهورية فإنه يذاكر ليل نهار، ويجلس الليل
والنهار في المذاكرة وفي العمل وفي الجد وفي الاجتهاد، وبعد ذلك يحسن الظن
بالنتيجة وبالامتحان.
الدار
الآخرة - عمر عبد الكافي (5/ 2)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
من
حلم سيدنا معاوية رضي الله عنه
حكي
أن معاوية ذكر عند عمر بن الخطاب، فقال: دعونا من ذم فتى قريش وابن سيدها، من يضحك
في الغضب، ولا ينال إلا على الرضى، ومن لا يأخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه.
لما
قدم عمر الشام، تلقاه معاوية في موكب عظيم؛ فلما دنا منه قال له عمر: أنت صاحب
الموكب العظيم؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: مع ما يبلغني من طول وقوف ذوي
الحاجات ببابك؟ قال: مع ما يبلغك من ذاك. قال: ولم تفعل هذا؟ قال: نحن بأرض جواسيس
العدو بها كثير، فيجب أن نظهر من عز السلطان ما نرهبهم به؛ فإن أمرتني فعلت، وإن
نهيتني انتهيت.
فقال
عمر: يا معاوية، ما أسألك عن شيء، إلا تركتني في مثل رواجب الضرس؛ لئن كان ما قلت
حقاً، إنه لرأي أريب، ولئن كان باطلاً، إنها لخدعة أديب. قال: فمرني يا أمير
المؤمنين. قال: لا آمرك ولا أنهاك. فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين، ما أحسن ما صدر
الفتى عما أوردته فيه. فقال عمر: لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه.
ـــــــــ
حلم
معاوية لابن أبي الدنيا ص 19
الاستيعاب
في معرفة الأصحاب – النمري (3/ 1418)
تاريخ
دمشق لابن عساكر (59/ 112)
أجشمه:
أمرا كلفه إِيَّاه . وتجشم: احتمل صبر
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
الْكَبْرُ عَلَى اهْلَ الْكِبْرُ سُنَّه
والتكبر من أسرار البلاء الذي نحن فيه
كلمات يلهج بها الكثير فيها معنى الكبر
والتعالي : مينو هادا ، شوف على هل الإمة ، ما بيسوا فرنك ، ليك على هل الشكل ،
عالم ظراطة وأمثالها ..
وفي
المثل العربي : متكبّر على ذي كبر فالمُتَكبّر هو الضَالٌّ المُتَحَيّر. والتكبر لا
يكون ممدوحا إلا من تكبر وتنزّه عن الفواحش والدناءة وتباعد من فعلها، وتجنب أهلها
يكون مستحقا للمدح، وإنما التكبّر مذموم عموماً لما يحمله من البغي والاستطالة على
ذوى الضّعف والفخر عليهم، والمباهاة لهم، ومن كان بهذه الصفة فهو مجانب للتواضع
الّذي ندب الله تعالى إليه، وأرشد إلى الثواب المستحقّ عليه، ويستحق بذلك الذمّ
والمقت، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ
مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ؛ سورة الأعراف: 33،
ورحم الله المتنبي :
وَما التيهُ طِبّي فيهِمُ غَيرَ
أَنَّني بَغيضٌ إِلَيَّ الجاهِلُ
المُتَعاقِلُ
يقول ليس التكبر عادتي غير أني أبغض
الجاهل الذي يتكلف ويرى أنه عاقل يعني بغضي إياهم يمنعني من كلامهم لا التكبر .
وهذا مؤدى المثل الذي بدأنا به ويضرب في استحسان الترفع على من يتكبر على الناس
وأنشد المبرد :
إذا تاه الصديق عليك كبرا ... فته كبرا
على ذاك الصّديق
فإيجاب الحقوق لغير راع ... حقوقك رأس
تضييع الحقوق
وقد
سئل الحسن البصري عن التواضع فقال: هو التكبر على الأغنياء. وأتى سليمان بن عبد
الملك طاووسا فلم يكلمه، فقيل له في ذلك فقال: أردت أن يعلم أن في عباد الله من
يستصغر ما يستعظم ذلك من نفسه.
وعلى
هذا قال بعضهم: ما تكبر عليّ أحد قط إلا تحول داؤه في أن قابلته بفعله. وقال
بعضهم: ما تاه أحد عليّ أكثر من مرة واحدة لأني تركته بعد ذلك وأعرضت عنه.
يا
رب عليك بمن كان سبباً في بلائنا
ي
رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــــــــــــــ
محاضرات
الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 325)
أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد
(1/ 315)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
أَسْمَاءُ بِنْت عُمَيْسِ أَكْرَمُ
عَجُوزٍ فِي الْأَرْضِ
أَسْمَاءُ
بِنْتُ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةُ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أَسْلَمَتْ قَبْلَ دُخُولِ
رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دَارَ الأَرْقَمِ
بِمَكَّةَ
وكَانَتْ
مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ مِمَّنْ لَهَا هِجْرَتَانِ: هِجْرَةُ الْحَبَشَةِ وَهِجْرَةٌ
بِالْمَدِينَةِ هَاجَرَتْ مَعَ زَوْجِهَا جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَوَلَدَتْ
لَهُ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عَبْدَ اللهِ، وَعَوْنًا، وَمُحَمَّدًا ابْنَيْ
جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، الطبقات الكبرى - ولد للنجاشي بعد ما ولدت أسماء ابنها عبد الله
بأيام ابن. فأرسل إلى جعفر. ما سميت ابنك؟ قال: عبد الله. فسمى النجاشي ابنه عبد
الله. وأخذته أسماء بنت عميس. فأرضعته حتى فطمته بلبن عبد الله بن جعفر. ونزلت
أسماء بذلك عندهم منزلة. ثُمَّ قُتِلَ عَنْهَا جَعْفَرٌ، فَخَلَّفَ عَلَيْهَا
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّدَ بْنَ
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ عَامَ حِجَّةِ الْوَدَاعِ بِالشَّجَرَةِ، ثُمَّ
تُوُفِّيَ عَنْهَا فَتَزَوَّجَهَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
فَوَلَدَتْ لَهُ يَحْيَى بْنَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ
قَبْلَ أَبِيهِ عَلِيٍّ. وَهِيَ إِحْدَى الْأَخَوَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ، كَانَتْ
أُخْتُهَا مَيْمُونَةُ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَأُمُّ الْفَضْلِ امْرَأَةُ الْعَبَّاسِ أُخْتُهَا، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عُمَيْسٍ
امْرَأَةُ حَمْزَةَ أُخْتُهَا، وَسَلْمَى بِنْتُ عُمَيْسٍ امْرَأَةُ شَدَّادِ بْنِ
الْهَادِ أُخْتُهَا، ولهذا كَانَ يُقَالُ لَهَا: أسماء بنت عميس أكرم الناس
أصهارا، ولَمَّا قَدِمَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ
قَالَ لَهَا عُمَرُ: يَا حَبَشِيَّةُ سَبَقْنَاكُمْ بِالْهِجْرَةَ. فَقَالَتْ:
أَيْ لَعَمْرِي لَقَدْ صَدَقْتَ. كُنْتُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ يُطْعِمُ
جَائِعَكُمْ وَيُعَلِّمُ جَاهِلَكُمْ وَكُنَّا الْبُعَدَاءَ الطُّرَدَاءَ. أَمَا
وَاللَّهِ لآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلأَذْكُرَنَّ
ذَلِكَ لَهُ. فَأَتَتِ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ [فَقَالَ: لِلنَّاسِ هِجْرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكُمْ
هِجْرَتَانِ]
«أَنَّهَا
رَمَقَتْ ( أطالت النظر ) لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ
يَزَلْ يَدْعُو لَهُمَا، يَعْنِي عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ، خَاصَّةً لَا
يُشْرِكُهُمَا فِي دُعَائِهِ أَحَدًا حَتَّى تَوَارَى فِي حِجْرِهِ»
يا
رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا
رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــــــــــــــــ
الطبقات
الكبرى – ابن سعد (8/ 219)
معرفة
الصحابة لأبي نعيم (6/ 3255)
أسد
الغابة – ابن الأثير (7/ 12)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
من
حلم سيدنا معاوية رضي الله عنه
عن
سفيان بن عيينة، قال: بينا معاوية يسير في طريق مكة، إذ نام على راحلته، فلحقه ابن
الزبير، فقال: أتنام وأنا معك؟ أما تخاف أن أقتلك؟ قال: لست من قتالي الملوك، إنما
يصيد كل طيرٍ قدره؛ إنما أنت - يا ابن الزبير - ثعلبٌ رواغٌ، تدخل من جُحر وتخرج
من جحر؛ والله لكأني بك قد ربقت كما يربق الجدي، فميا ليتني لك حياً فأخلصك، وبئس
المخلص كنت.
17
- وبإسناده: أن رجلاً طال مقامه بباب معاوية، ثم أذن له، فقال: يا أمير المؤمنين،
انقطعت إليك بالأمل، واحتملت جفوتك بالصبر، وليس لمقربٍ أن يأمن، وليس لمباعدٍ أن
ييأس، وكل صائرٌ إلى حظه من رزق الله. فقال معاوية: هذا كلامٌ له ما بعده؛ فأمر
بعهده إلى فلسطين؛ فقال الرجل:
دخلتُ
على معاوية بن حربٍ ... وكنت وقد أيست من الدخول
وما
أدركت ما أملت حتى ... حللت محلة الرجل الذليل
وأغضيت
العيون على قذاها ... ولم أنظر إلى قالٍ وقيل
حلم
معاوية لابن أبي الدنيا (ص: 23)
ريق
: ربط
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
كرم
هاشم بن عبد مناف جد النبي صلى الله عليه وسلم
كانت وفاته (نحو 127 ق هـ - نحو 102 ق هـ = نحو
500 - نحو 524 م) وهو هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، من قريش: أحد من
انتهت إليهم السيادة في الجاهلية، ومن بنيه النبي صلّى الله عليه وسلم قال مؤرخوه:
اسمه عمرو، وغلب عليه لقبه " هاشم " لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة
في إحدى المجاعات. وهو أول من سن الرحلتين لقريش، للتجارة: رحلة الشتاء إلى اليمن
والحبشة، ورحلة الصيف إلى غزة وبلاد الشام وربما بلغ أنقرة. وكان أيضا يقال له
القمر. وفي ذلك يقول مطرود الخزاعيّ:
إلى
القمر السّاري المنير دعوته ... ومطعمهم في الأزل من قمع الجزر
قال
ذلك في شيء كان بينه وبين بعض قريش، فدعاه مطرود إلى المحاكمة إلى هاشم. وقال ابن
الزّبعري:
كانت
قريش ريضة فتلفّقت ... فالمحّ خالصه لعبد مناف
الرّائشون
وليس يوجد رائش ... والقائلون هلمّ للأضياف
عمرو
العلى هشم الثّريد لقومه ... ورجال مكّة مسنتون عجاف
فعم
كما ترى أهل مكة بالأزل والعجف وجعله الذي هشم لهم الخبز ثريدا، فغلب هذا اللقب
على اسمه حتى صار لا يعرف إلا به. وليس لعبد شمس لقب كريم ولا اشتق له من صالح
أعماله اسم شريف، ولم يكن لعبد شمس ابن يأخذ بضبعه ويرفع من قدره ويزيد في ذكره.
ــــــــــ
الأعلام
للزركلي (8/ 66)
الرسائل
السياسية (ص: 410)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
للباحثين
عن المجد
يقول
المعري :
وإنْ
كان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له .. فما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل
يقول
المعري : إن من يظن ان الشرف والعز والمهابة والقدر هو في اللباس، فظنه خاطئ،
لأنه لو كان الأمر كذلك ، لكن الامر ليس كذلك لأن السيف هو ما بداخل الغمد
وليس الغمد نفسه. وكذلك شرف الانسان ليس في لباسه ولكن الانسان نفسه.
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي
رعي الخنازير عقوبة لتوبة
من قصص القرآن وحكايا السلف لنا مثل
الطاعة منة ونعمة من الله فمن وجد نفسه في طاعة ، ليحمد الله
ويستشعر الخضوع له ، نتذكر أن بلعام بن باعوراء كان على عهد سيدنا موسى عليه السلام
، إلا أنه أطاع الكنعانيين وعصى الله فخسر الدنيا والآخرة قال الله تعالى في حقه :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا
فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿١٧٥﴾ وَلَوْ شِئْنَا
لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿١٧٦﴾
سورة الأعراف .
ذكر في بعض الأخبار أن رجلا كان من الفقهاء من أهل بغداد،
وكان ممن يشار إليه في العلم والصلاح، وكان شيخا كبيرا فاضلا، أراد الحج إلى بيت
الله الحرام، وزيارة قبر نبيّه عليه الصلاة والسلام، فألّف من أصحابه جماعة من
الذين كانوا يقرؤون عليه، فارتبط معهم على أنهم يخرجون متوكلين على الله عز وجل. فلما
ساروا في بعض الطريق، وإذا بدير نصراني، وقد أعياهم الحرّ والعطش، فقالوا: يا
أستاذنا، نسير لهذا الدير، فنستظل حتى يبرد النهار، ونرحل إن شاء الله تعالى، فقال
لهم: افعلوا ما شئتم، فساروا إلى ذلك الدير، ونزلوا عند جداره وقد أصابهم العياء
والحر، فنام الطلبة، والشيخ لم ينم. قال: فتركهم الشيخ نائمين، وخرج يطلب ماء
لوضوئه، ولم يكن له همّ إلا ذلك، فبينما هو يمشي في حومة الدير يطلب الماء، فرفع
رأسه، فرأى جارية صغيرة السن، كأنها الشمس الضاحية، فلما رآها الشيخ تمكّن إبليس
من قلبه، ونسي الوضوء والماء، ولم يكن له هم إلا الجارية، فأقبل يقرع الباب قرعا
عنيفا، فخرج إليه راهب وقال له: من أنت؟ قال له: أنا فلان العالم الفلاني، وعرّفه
بنفسه واسمه. فقال له الراهب: ما تريد يا فقيه المسلمين؟. قال له: يا راهب، هذه
الصبية التي بدت من أعلى الدير، ما هي منك؟. قال الراهب: هي ابنتي، فما سؤالك
عنها؟. قال له الشيخ: أريد أن تزوّجني إياها.
قال له الراهب: إن ذلك لا يجوز عندنا في ديننا، ولو كان
جائزا، لكنت أزوّجها منك بغير مشورتها، ولكن قد جعلت لها على نفسها عهدا، أن لا
أزوّجها إلا من ترضى لنفسها، ولكن أنا أدخل عليها وأعلمها بخبرك، فإن هي رضيتك
لنفسها، زوّجتك منها. قال له الشيخ: حبا وكرامة. قال: فذهب الراهب إلى ابنته،
فأعلمها بالقصة، والشيخ يسمع. فقالت: يا أبت، كيف تزوّجني منه، وأنا على دين
النصرانية، وهو على دين الإسلام، إن ذلك لا يتم له إلا أن يدخل في دين النصرانية. قال:
فعند ذلك، قال لها الراهب: أرأيت إن دخل في دينك، تتزوجينه؟. قالت: نعم. والشيخ
العالم في هذا كله يتضاعف به الأمر، وإبليس يزيّنها في عينيه، وأصحابه رقود، ليس
عندهم علم بما حلّ به. قال: فعند ذلك، أقبل عليها الشيخ وقال لها: قد نبذت دين
الإسلام، ودخلت في دينك. قالت له الجارية: هذا زواج قدري، ولكن لا بد من حق
الزوجية ودفع المهر، وأين الحق، وأراك رجلا فقيرا، ولكن أقبل منك في حقي إن ترعى
هذه الخنازير عاما كاملا، ويكون ذلك صداقي. قال لها: نعم، لك ذلك، ولكن أشترط عليك
إن لا تحجبي وجهك عني، لأنظر إليك غدوة وعشيا. قالت: نعم. فأخذ عصاه التي كان يخطب
عليها، وأقبل بها على الخنازير، يزجرها لتمشي للمرعى. وجرى هذا كله وأصحابه نيام،
فلما استيقظوا من نومهم طلبوا الشيخ فلم يجدوه، فسألوا عنه الراهب، فأعلمهم
بالقصة. قال: فمنهم من خرّ مغشيا عليه، ومنهم من بكى وناح، ومنهم من تأسف على ما
حلّ به. ثم قالوا للراهب: وأين هو؟. قال لهم: يرعى الخنازير. قال: فمضينا إليه،
فوجدناه متكئا على عصاه التي كان يخطب عليها وهو يزجر بها الخنازير، وقلنا له: يا
سيّدنا، ما هذا البلاء الذي حلّ بك. وجعلنا نذكّره فضل القرآن والإسلام، وفضل محمد
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقرأنا عليه القرآن والحديث. فقال لنا: إليكم
عني، فأنا أعلم بما تذكرونني به منكم، ولكن قد نزل بي البلاء من عند رب العالمين. قال:
فكلما عالجناه ليسير معنا، ما قدرنا عليه، فمضينا إلى مكة وتركناه، وفي قلوبنا منه
حسرة. وقضينا حجنا ورجعنا نريد بغداد، فلما صرنا إلى ذلك الموضع، فقلنا: تعالوا
ننظر ما فعل الشيخ، لعله ندم وتاب إلى الله عز وجلّ، ورجع عما كان فيه. قال:
فذهبنا إليه، فوجدناه على حالته، وهو يزجر الخنازير، فسلمنا عليه وذكّرناه، وقرأنا
عليه القرآن، فما ردّ علينا شيئا، فانصرفنا عنه وفي قلوبنا منه حسرة عظيمة. قال:
فلما صرنا على بعد من الدير، وإذا نحن بسواد قد أقبل علينا من ناحية الدير، وهو
يصيح علينا، فوقفنا له، فإذا هو صاحبنا الشيخ قد لحق بنا. وقال: اشهد أن لا اله
إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، وأنا قد تبت إلى الله، ورجعت عما كنت فيه،
وما كنت فيه، وما كان ذلك إلا من ذنب كان بيني وبين ربي عاقبني به، فكان من البلاء
ما رأيتم. قال: فسررنا بذلك غاية السرور، وجئنا إلى بغداد، وأقبل الشيخ على
العبادة والاجتهاد أكثر مما كان عليه قبل ذلك، فبينما نحن في دار الشيخ نقرأ عليه،
وإذا نحن بامرأة قد قرعت الباب، فخرجنا إليها وقلنا لها: ما حاجتك أيتها المرأة. قالت:
أريد الشيخ وقولوا: إن فلانة بنت فلان الراهب قد جاءت لتسلم على يديك، فأذن لها
بالدخول، فدخلت، وقالت: يا سيدي جئت لأسلم على يديك. فقال لها الشيخ: وما كانت
القصة. قالت له: لما وليت عني، غلبتني عيناي، فنمت، فرأيت فيما يرى النائم علي بن
ابي طالب رضي الله عنه، وهو يقول: لا دين إلا دين محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قال لي ذلك ثلاث مرّات، ثم قال لي بعد ذلك: ما كان الله ليبتلي بك وليا
من أوليائه. وها أنا ذا قد جئت إليك، وأنا بين يديك، وأقول: أشهد أن لا اله إلا
الله وأشهد أن محمدا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ففرح الشيخ بذلك،
حيث منّ الله عليها بدين الإسلام على يديه، فتزوجها على كلمة الله وسنة رسوله
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فسألناه عن ذلك الذنب الذي كان بينه وبين
الله. قال: كنت يوما ماشيا في بعض الأزقة، وإذا برجل نصراني قد لحق بي، فقلت له:
ابعد عني عليك لعنة الله. فقال: ولم؟ قلت له: أنا خير منك. فالتفت النصراني، وقال:
ما يدريك أنك خير مني، وهل تدري ما عند الله تعالى حتى تقول هذا الكلام؟. وقد
بلغني بعد ذلك أن هذا الرجل النصراني قد أسلم وحسن إسلامه، ولزم العبادة، فعاقبني
الله تعالى من أجل ذلك ما رأيتم. نسأل الله العافية في الدنيا والآخرة.
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــ
بحر الدموع – أبو الفرج ابن الجوزي(ص: 65)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
سلمى
بنت خصفة من أركان النصر في معركة القادسية
هي
زوجة المثنى بن حارثة وزوجة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من بعده
على
ألستنا أبطال القادسية نذكر ربعي بن عامر والقعقاع والمرأة النخعية التي استشهد أبناؤها
الأربعة في معركة القادسية وننسب خطأ الأمر للخنساء ، وننسى المرأة التي كان لها
من الأثر ما يوازي أبطال القادسية
فمن
تكون سلمى بنت خصفة ) ؟ نحن نذكرها حين نذكر أنها أعطت فرس سعد رضي الله عنه لأبي
محجن ، وليس من الحق أن يغيب اسمها عن قراء ودارسي التاريخ . هي لم تقاتل ولم يذكر
المؤرخون أنها شاركت في قتال ، اختارها المثنى زوجة وجد فيها رجاحة الرأي، وذكاء الأنوثة ، وحدة العاطفة ،
وصلابة الارادة ، وصراحة الكلمة ، ولا ذكر عند المؤرخين لصفاتها الجسدية ، كان
زواجها بالمثنى في مستهل خلافة أبي بكر وقد مضى خالد بن الوليد يخوض معاركه
الظافرة في حروب الردة ، فما كانت بوادر النصر تلوح في الافق ، حتى أقبل المثنى
يستأذن الخليفة في غزو العراق ! وتدبر الخليفة الأمر مليا ، وأشفق المسلمون من لقاء
الفرس ، ولكن المثنى » أصر على رغبته مؤملا بالنصر ، فلم يجد الخليفة أمام هذا
الاصرار الا ان ياذن له وسار المثنى " في بضعة آلاف مقاتل ، يريد أن يغلب
جبابرة الفرس ... وسارت معه عروسه سلمی ، فما كان له قط غنى عنها ، وهي التي تمده
بالزاد المعنوى للمعركة المقبلة وبلغ القائد مشارف العراق ، فلقيه الفرس بجيش حافل
، لم يكد يرى جيش المثنى في قلة عدده وتواضع سلاحه ، حتى استهان به، وكانت هذه
الاستهانة هي الثغرة الأولى التي تلذ منها المثنى الى العراق ... وسعى رسوله إلى
المدينة يحمل نبا النصر ويطلب المدد ليتوغل في سواد العراق ، في اللحظة التي جاء
فيها رسول خالد ) من اليمامة ، يبشر بالقضاء الحاسم على المرتدين وما أسرع ما كتب
أبو بكر الى خالد ، يأمره بالتوجه فيمن معه الى العراق ، ليلحق بالمثنى هناك عند «
الأبلة »ودارت المعارك ، أشبه بمناوشات ، من الحيرة
الى
الحفير ، الى كاظمة ، ثم كانت وقعة ذات السلاسل، وفيها ظفر المسلمون بالفرس ، فارتد
المنهزمون شرقا ، ونزل خالد بموضع الجسر ، وسار المثنى في أثر الفرس ، حتى أتم
الله الاستيلاء على سواد العراق .
استرد
الفرس بعض أملهم الضائع ، فحشدوا جموعهم لقتال المثنى » ولكنه - على قلة ما معه -
ظفر بالفرس في مسكن ، ثم الانبار ، وبلغ
المدائن ، وقد استبطأ المد الذي طلبه من الخليفة ، فانتهز فترة هدوء وقتي ، واتجه
الى المدينة يرجو أن يأذن له الخليفة في الاستعانة بمن حسنت توبته من المرتدين ،
اذ كانت معارك الشام قد حشد لها أكثر الجند ، وقدم المثنى المدينة وأبو بكر مريض ،
فلم يكد رضى الله عنه يسمع حديث المثنى حتى استدعى عمر بن الخطاب ، وقال له : اني لارجو
أن أموت من يومي هذا ، فاذا مت فلا تمسين حتى تندب الناس مع المثنى ، ولا تشغلنكم
مصيبة عن أمر دينكم ووصية ربكم .. واذا فتح الله على أهل الشام فاردد اهل العراق
الى العراق. ومات ابو بكر ليلا ، فدفنه عمر ، وندب الناس مع المثنى. فتثاقلوا
كراهة لقاء الفرس لشدة شوكتهم ، حتى قال المثنى : « أيها الناس ، لا عليكم هذا ، فإنا
قد فتحنا ريف فارس وقلبنا على خير السواد ، ونلنا منهم واجترانا عليهم ، ولنا ان
شاء الله ما بعدها .. فزايلهم ما كانوا يشعرون به من رهبة ، ولبوا النداء . لكن
المثنى لم ينتظر حتى تتم التهيئة ، بل كر راجعا إلى العراق ، والمدد على اثره ،
فجن جنون الفرس ، وادركوا أنهم أن لم يواجهوا المثنى بما لا قبل له به ، فلن تقوم
لهم بعد ذلك قائمة . وبلغ عمر ما لقى المثنى من مقاومة الفرس ، فهم بالمسير الى
العراق ، لكن مستشاريه نصحوا له أن يبقى
ويرسل الى المثنى مددا .. وراح عمر رضي الله عنه يستشير الصحابة ، فيمن يندبه
قائدا للمدد ، فاجمعوا على اختيار الاسد سعد بن ابی وقاص. وهناك بموضع شراف » كان
المثنى يعالج سكرات الموت من جرح أصابه في أخر معاركه . وسلمى الى جانبه تسهر على تمريضه
ورعايته وتود لو فدته بروحها ، وكلما اشتدت عليه الوطأة ، راحت تُمني امراء چیشه
بقرب شفائه ، وهي موقنة أن ساعته قد حانت ويسألها المثنى : هل جاء سعد بالمدد ؟ فتؤكد له أنه أوشك أن يصل ومات البطل ، ولم يصل
سعد : والمعركة دائرة طاحنة وسلمی تكتم لوعتها وأساها ، وتأبى على الجيش ان يبکی
قائده، وقد عاش بطلا ومات شهيدا . فاذا ما اجنها الليل ، راحت تجتر اشجانها و
تسامر أحزانها ، ولم تفكر في أن تغادر الميدان ، بل أصرت على أن تبقى حيث استشهد
البطل ، فكان وجودها كافيا لأن يلهب حماس جند المثنى ، وبشير فيهم أرادة النصر ! مع
القائد الجديد وجاء سعد بن ابی وقاص وتبنى وصية المثنى ، وقد حملها اليه اخوه
المعنى بن حارثة أحد أمراء الجيش المجاهد. وكان نمى إليه الوصية : " أن
يقاتلوا الفرس على حدود ارضهم ، على أدنى حجر من أرض العرب ، ولا يقاتلوهم بعقر دارهم
، فان ينصر الله المسلمين قلهم ما وراءهم ، وان كانت الأخرى رجعوا الى فئة ، لم
يكونوا أعلم بسبيلهم وأجرا على أرضهم الى أن يرد الله الكرة لهم ) . قال الطبري وابن الأثير : فترحم سعد على المثنى
، وأوصى بأهل بيته خيرا . وابقى اخاه المعنى حيث هو في مركز القيادة ، أراد سعد أن
يكرم أرملة البطن الشهيد ، وأن يصون مكانها ، فتزوجها أما هي ، فما كان الزواج
بالنسبة لها ، الا اصرارا على البقاء في الميدان ، ومتابعة في النضال حتى يتحقق
أمل شهيدها ويتم الفتح ، لم يكن الموقف هيننا عليها ، ومن الهوان أن تعاشر زوجا
آخر بعده ، لكنها احتملت أن تجرع المر ، حتى لا يذهب جهاد المثنى هدرا . ويحتدم
القتال يوم القادسية ، ويتأزم الموقف وتساقط
الشهداء على الأرض التي اكتفلت بالأشلاء وشرفت بالدماء وكان يوم أرماث شديدا على
المسلمين ، وسعد راقد على فراشه لا يطيق الجلوس من الدعاميل وعرق النسا ، فهو مكب
على وجهه وصدره ، يتلوى ألما ويتعامل جزعا وامر فنقل فراشه الى سطح القصر ، حيث
راح يطل من بعيد على المعركة الطاحنة ، وغير بعيد منه وقفت سلمى » وهي تشهد ما
يصنع الفرس بالمسلمين . وهناك في بيت القائد ، كانت سلمي تنتقل من شرفة إلى نافذة
، وتدور فوق سطح القصر هائجة متوترة ، وراحت تدور في انحاد القصر لا يقر لها قرارة
حتى بلغت محبسا هناك ، قد ألقي فيه " أبو محجن الثقفي » مقيدا ، فما كاد
يلمحها حتى توسل اليها أن تطلق سراحه ، وتعيره ( البلقاء ) فرس زوجها سعد ، واقسم
لها بالله ليرجعن اليها في الليل ، عندما يهدأ القتال ، لتضع القيد في رجليه ! ويلج
في الرجاء ، وهي لا تزال مترددة ، حتى اذا همت بالمسير ، قال في ألم وحسرة : فرقت
له سلمى ، ففکت قيده ، ثم سعت الى حظيرة الخيل فجاءته بالبلقاء . وانطلق الفارس ،
حتى شارف ميمنة العسكر ، فكبر ، ثم حمل على ميسرة الفرس ، فكر على ميمنتهم يقصف
جنودهم ، وتعجب الناس منه وهم لا يعرفونه ، وقال سعد : لولا محبس ابي محجن لقلت
هذا ابو محجن وهذه البلقاء ! وهتف القوم : لولا أن الملائكة لا تباشر الحرب قلنا
انه ملك : والفارس فى شغل عما يقال : يذيق الأعداء كؤوس المنايا ، حتى انتصف الليل
وتراجع المسلمون والفرس عن القتال ريثما يطلع النهار وافتقدوا الفارس القريب ، فلم
يقفوا له على اثر ! ذلك لأنه عاد الى سلمى ، وما شكت لحظة في انه سوف يعود وتركها
تضع القيد في رجليه ، وقبل أن توصد عليه باب محبسه : في أي شيء حبسك سعد ؟ والله
ما حبسنی بحرام اكلته ولا شربته : ولكنني كنت صاحب شراب في الجاهلية ، وتعلم سلمى
حاجة المعركة لأبي محجن وتخشى أن تخبر سعداً وحين راح القائد ، يفضى الى زوجته
بخير ذلك الفارس القريب الذي قاد المعركة بالأمس ، وكيف بلغ ببعض الناس أن زعموه
الخضر عليه السلام فتبسمت سلمى ضاحكة تقول : وهذا أيضا ما جئت استغفرك فيه ! فسألها
متعجبا : او تعرفينه ؟ أجابت بلی ، انه أبو محجن الثقفي ، قد خاض المعركة على فرسك
البلقاء ورجاني ان أطلق سراحه، وأعيره
فرسك ، فترددت ثم فعلت ، فهل تغفر ؟ قال : وأين هو الآن ؟ قالت :في القيد والمحبس
، فغفر له سعد وأطلقه .
قال
أَبُو محجن الثقفي حين رأى الحرب:
كفى
حزنا أن تدعس الخيل بالفنا ... وأترك قَدْ شدوا علي وثاقيا
إذا
قمت عناني الحديد وغلقت ... مصاريع من دوني تصم المناديا
ــــــــــــــ
فتوح
البلدان - البلاذري (ص: 256)
تاريخ
الطبري (3/ 542)
الكامل
في التاريخ - ابن الأثير (2/ 306)
تجارب
الأمم وتعاقب الهمم – ابن مسكويه(1/ 336)
مرآة
الزمان في تواريخ الأعيان - سبط ابن
الجوزي (5/ 172)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
شَذَرَات
مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه
من عجائب الإمام الشافعي في طفولته
سافر الإمام الشافعي، فخرج عليهم قطاع
طريق ليأخذوا ما معهم، فقال أحد اللصوص للشافعي: هل معك شيء؟ قال: معي أربعون
ديناراً.
فاللص ظن أن الشافعي يضحك عليه، فتركه،
فجاء لص آخر فقال له: أمعك شيء؟ قال: معي أربعون ديناراً، فأخذوه إلى رئيسهم،
فقالوا: هذا نسأله: أمعك مال؟ فيقول: معي أربعون ديناراً! فقال له: معك أربعون
ديناراً؟ قال: نعم، فقالوا له: أين تضعها؟ فقال لهم: أديروا وجوهكم.
وأخرج المال، ثم قال: لقد عاهدت أمي على
ألا أكذب وأنا أخاف أن أحيف بعهد أمي.
فشق شيخ اللصوص ثوبه، وقال: أنت تخاف أن
تحيف بعهد أمك وأنا قد حفت بعهد الله، أشهد الله أني قد تبت على يديك، وكان اللصوص
كلهم تابعين له، فقالوا له: لقد كنت شيخنا في المعصية وفي الحرام، وأنت الآن شيخنا
في التوبة.
مقتطفات من السيرة – عمر عبد الكافي(5/
6)