الخميس، 26 مايو 2016

لكل منا نفسان في داخلنا

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول لكل منا نفسان في داخلنا ، لا نفْس واحدة ، وهو أمر لا أدعي اكتشافه
نفس فطرية خيّرةٌ فطر الله الناس عليها ، وأخرى مكتسبة بالتربية
نازعان هما خير وشر
ولنا أن نغلب منهما ما نشاء
وكَل منهما تحتاج للترويض فإِنْ أَهْمَلَ المرء سِيَاسَتَهَما، وأَغْفَلَ تروِيَضَهَما ، وكان عبثيا في ذلك بغفلته عن  إدراك طاقته ضاع وتشتت في سلوكه بين نفسيه ، وربما كانت الغلبة هنا للنفس المعاندة الشيطانية
وَرحم الله سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ حيث قال :
إذَا زَجَرْت لَجُوجًا زِدْته عَلَقًا ... وَلَجَّتْ النَّفْسُ مِنْهُ فِي تَمَادِيهَا
فَعُدْ عَلَيْهِ إذَا مَا نَفْسُهُ جَنَحَتْ ... بِاللِّينِ مِنْك فَإِنَّ اللِّينَ يُثْنِيهَا
وقول الله تعالى : َيا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾ سورة الفجر ، فيه إشارة لوجود نفسين في داخلنا   
أما من عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ قَدْرَ طَاعَتِهَا، وَخَبَرَ مِنْهَا  ما تستطيع ثبت حاله و إنقاد للفطرة في أحواله
وكم منا من لا يعرف قدراته
حياته اضطراب بين نفسيه
لا استقرار في حياته
وَرحم الله الْفَرَزْدَقُ فِي قَوْلِهِ:
لِكُلِّ امْرِئٍ نَفْسَانِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ ... وَأُخْرَى يُعَاصِيهَا الْفَتَى وَيُطِيعُهَا
وَنَفْسُك مِنْ نَفْسَيْك تَشْفَعُ لِلنَّدَى ... إذَا قَلَّ مِنْ إحْرَازِهِنَّ شَفِيعُهَا
و يا رب كن لنا عونا على ادراك ذاتنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق