صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول
لكل منا نفسان في داخلنا ، لا نفْس واحدة ، وهو أمر لا أدعي اكتشافه
نفس
فطرية خيّرةٌ فطر الله الناس عليها ، وأخرى مكتسبة بالتربية
نازعان
هما خير وشر
ولنا
أن نغلب منهما ما نشاء
وكَل منهما تحتاج للترويض فإِنْ أَهْمَلَ المرء سِيَاسَتَهَما،
وأَغْفَلَ تروِيَضَهَما ، وكان عبثيا في ذلك بغفلته عن إدراك طاقته ضاع
وتشتت في سلوكه بين نفسيه ، وربما كانت الغلبة هنا للنفس المعاندة الشيطانية
وَرحم الله سَابِقٌ الْبَرْبَرِيُّ حيث قال :
إذَا زَجَرْت لَجُوجًا زِدْته عَلَقًا ... وَلَجَّتْ النَّفْسُ
مِنْهُ فِي تَمَادِيهَا
فَعُدْ عَلَيْهِ إذَا مَا نَفْسُهُ جَنَحَتْ ...
بِاللِّينِ مِنْك فَإِنَّ اللِّينَ يُثْنِيهَا
وقول الله تعالى : َيا أَيَّتُهَا النَّفْسُ
الْمُطْمَئِنَّةُ ﴿٢٧﴾ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ﴿٢٨﴾
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴿٢٩﴾ وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴿٣٠﴾ سورة الفجر ، فيه إشارة لوجود
نفسين في داخلنا
أما من عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ قَدْرَ طَاعَتِهَا،
وَخَبَرَ مِنْهَا ما تستطيع ثبت حاله و إنقاد للفطرة في أحواله
وكم منا من لا يعرف قدراته
حياته اضطراب بين نفسيه
لا استقرار في حياته
وَرحم الله الْفَرَزْدَقُ فِي قَوْلِهِ:
لِكُلِّ امْرِئٍ نَفْسَانِ نَفْسٌ كَرِيمَةٌ ...
وَأُخْرَى يُعَاصِيهَا الْفَتَى وَيُطِيعُهَا
وَنَفْسُك مِنْ نَفْسَيْك تَشْفَعُ لِلنَّدَى ... إذَا
قَلَّ مِنْ إحْرَازِهِنَّ شَفِيعُهَا
و يا رب كن لنا عونا على ادراك ذاتنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق