الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

بين الصمت والكلام

بين الصمت و الكلام
للسان آفات ومن آفاته إطلاقه كيف شاء وكثيراً ما يمدح الصمت ويذم الكلام خشية الزلة
وللعلم كل آلة تحتاج للدربة واللسان آلة ، ولا بد لها من ذلك
وقد قيل إن اللسان إذا أكثرت تقليبه رق ولان ، وإذا أقللت تقليبه وأطلت إسكاته جسأ وغلظ.
وكان أعرابي يجالس الشعبي فيطيل الصمت، فسئل عن طول صمته فقال: «أسمع فأعلم، وأسكت فأسلم»
وإنما حثوا على الصمت لأن العامة إلى معرفة خطأ ، فالكلام أفضل من الصمت لأسباب عديدة. منها إنك تصف الصمت بالكلام ، ولا تصف الكلام بالصمت.
كما إن الكلام ضروري للإبانة عن النفس والتعبير عن الحاجات الكثيرة التي تكثر لدى الانسان. ومنها إن الكلام هو الميزة التي يمتاز بها الانسان عن الحيوان والجماد.
واذا كان الصمت يحمد في حالة واحدة وهي توقي الإثم وتوخي النجاة، فانه يلزم صاحبه صفة الجهل والغباء.
والكلام الذي تفوه به سيدنا إبراهيم لدى تحطيمه الاوثان هو الذي نجاه. وكذلك فالكلام الذي تفوه به سيدنا يوسف لدى عزيز مصر هو الذي لفت الى ذكائه وفطنته فقربه منه واكرمه.
ثم ان الكلام هو الذي برهن على شرائع الانبياء وشرحها وقربها من افهام الناس، وهو الصيغة التي يعبر بها المؤمن بشهادة الايمان. وعلى الكلام البليغ قامت معجزة القرآن. وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم افصح العرب وابلغهم بيانا. رغم اتصاف العرب بالبيان ولا سيما قريش قبيلة الرسول عليه الصلاة والسلام .
ومما قيل : في الصمت والكلام
إذا أعجبك الكلام فاصمت وإذا أعجبك الصمت فتكلم.
وكائن ترى من صامتٍ لك معجب ... زيادته أو نقصه فــــــــــــــي التكلمِ
خير الكلام ما لم يحتاج بعده إلى الكلام
واتهم إياس بن معاوية بكثرة الكلام ، فقال : فبصواب أتكلم أم بخطأ قالوا بصواب قال فالإكثار من الصواب أمثل
----------------------------------------
- الأمثال لابن سلام (ص: 55)
- البيان والتبيين (1/ 170)
- الرسائل الأدبية (ص: 56)
- عيون الأخبار (1/ 75)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق