الخميس، 29 أكتوبر 2015

نكارة ارتفاع الصوت

الصوت وسيلة اتصال بين المخلوقات ، وربما كان في ارتفاعه نكارة
ولقد أشار الله في التنزيل العزيز إلى ذلك فقال جلّ في علاه {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} أَيْ : لَا تُبَالِغْ فِي الْكَلَامِ ، وَلَا تَرْفَعْ صَوْتَكَ فِيمَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ؛ وقَالَ الله تَعَالَى: {إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} فالحمار من البهائم وهو يمتاز عنها بأنه يطلق صوته هكذا دون طبقة بل يبدأ الصياح من أعلاها ولهذا كان في صوته نكارة وقَالَ مُجَاهِدٌ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: إِنَّ أَقْبَحَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ، أَيْ: غَايَةُ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ أَنَّهُ يُشَبه بِالْحَمِيرِ فِي عُلُوِّهِ وَرَفْعِهِ، وَمَعَ هَذَا هُوَ بَغِيضٌ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَهَذَا التَّشْبِيهُ فِي هَذَا بِالْحَمِيرِ يَقْتَضِي تَحْرِيمَهُ وَذَمَّهُ غَايَةَ الذَّمِّ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَيْسَ لَنَا مَثَلُ السَّوْءِ، الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ".
تفسير ابن كثير (6/ 339)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق