الخميس، 16 أبريل 2015

الدعاء هو الباب الذي لا يغلق

الدعاء هو الباب الذي لا يغلق
لا تقل لم يستجاب لي أبداً
فربنا يستجيب حتى لغير المؤمن ممن دعا مضطرا والتجأ متضرعا
ولن تخسر بإذن الله إن قرأت هذه القصة
هي قصة أسرة أمريكية من أب فلاح قوي الجسد متين البنية قوي العزيمة وأم حازمة عاقلة مدبرة تربى أولادها على الصبر وقوة الاحتمال حتى صاروا رجالا قبل أوان الرجولة
ويوما يخرج أحد أولادها الصغار وكان في الثالثة عشرة من عمره يلعب فيقفز فوق صخرة ، ليقع وتؤلمه ركبته ألماً لا يحتمله أمثاله من الأطفال ، ويغدو للمدرسة والألم في ازدياد ، وقد كتم ألمه وصبر 0
ويمضي يومان ليظهر الورم على رجله وقد ازرقت ولم يعد بمقدوره السير عليها ، فاضطربت الأم جزعا عليه ، وهو يقص على أسرته  ما حدث له 0
ويهمس الطبيب في أذني الأب كلام لاحظه الصغير ، نعم لقد فات الأوان فلابد من القطع فوراً ، فلقد تسمم الدم ، وإلا فسيموت الصغير 0
ويدرك الصغير بفطنته قول الطبيب ، ليصرخ قائلا لا ، لا تقطعوا رجلي أنقذني يا أبي ، ويحاول الصغير القفز من سريره هاربا فيعده الأب إليه 0
فيتوجه إلى أمه ، يا أمي أنقذيني ، أنقذيني ، والأم حائرة كأن كبدها تتمزق ، وقلبها ، وتود ان تفدي ابنها بنفسها ، ودمعها يتقاطر عاجزة عن أن تفعل أي شيء
ويتوجه الطفل لأخيه مناديا : ادغار،  ادغار أخي ساعدني إنهم يريدون قطع رجلي
ويقف ادغار وهو الأكبر منه بقليل بينه وبينهم ممانعا ، قائلا لن أسمح بقطع رجل أخي ، لقد منع الطبيب ووالده من الاقتراب من أخيه بما أوتي من قوة
والإنسان إذا استيأس صنع الأعاجيب
لقد أصبح ادغار رجلاً قويا يتزحزح الجدار ولا يتزحزح
يومين يحرس أخاه ، ولا يتناول من الطعام سوى لقيمات مما قدم له
ويزداد الورم وتزداد الرجل زرقة ، وينصرف الطبيب وقد رأى أن لا فائدة ، من قطع الرجل فقد مضى الوقت ، وأن الصغير سيموت ، ويقف الجميع أمام هذا الخطر المحدق حائرين 0
وهنا لابد من سؤال ، ماذا يفعل الأنسان في ساعة الخطر ؟ - إن كان مؤمنا أو كافر – يعود في ساعة الخطر إلى الله ، لأن الإيمان مستقر في كل نفس حتى في نفوس الكفار ، والكافر في لغة العرب ( الساتر) وذلك لأنه يستر إيمانه ويغطيه ، بل يظن هو نفسه أن الإيمان فقد من نفسه فإذا هزته الأحداث ألقت عنه غطاءه فظهر0
فرعون أعلن للناس باغيا على نفسه وعلى فَقَالَ :  أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ ﴿٢٤﴾ سورة النازعات 0 وعندما أيقن بالغرق والهلاك قال : آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ سورة يونس
عَجْزُ العائلة دفعهم للإلتجاء إلى الله ، والله الذي يشفي بسبب الدواء والطب ، قادر على الشفاء بلا طب ودواء 0
والله يجيب المضطر إذا دعاه ولو كان فاسقا أو كافراً ، ما دام التجأ إليه ووقف على بابه وعلق أمله به وحده سبحانه
 يجيب دعوته إن طلب الدنيا ، أما الآخرة فلا تجاب فيها دعوته لأنه كافر لا يؤمن بها
ألم يدعو إبليس دعاء المضطر فيجاب : قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤﴾ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ﴿١٥﴾ سورة الأعراف
لقد مدت الأم يديها وارتفع صوت أفراد الأسرة بالدعاء إلى الله
ولما دعوا نظروا فإذا بالورم يخف والزرقة تَمَّحي والألم يخف ولم يمض يومان حتى شفيت تماماً حتى أن الطبيب لم يكد يصدق ما يراه 0
ربما يتبادر للذهن أن قصة خيالية ومخترعة 0 ولكنها صاحبها شخصية مشهورة جداً ومعروفة في الدنيا كلها ، وهو من روى هذه القصة بلسانه إنه آيزنْهاور القائد العام لجيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ، ومن ثم رئيساً للولايات المتحدة بعد ذلك 0
نور هداية - الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله تعالى - بتصرف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق