الثلاثاء، 1 أكتوبر 2024

هي فضيحة لم أسمّها أنا بل هكذا أطلق عليها ابن حزم الأندلسي رحمه الله ومما حدث في الأندلس لنا مثل وفي تسليم بيت المقدس مثل آخر

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

هي فضيحة لم أسمّها أنا بل هكذا أطلق عليها ابن حزم الأندلسي رحمه الله

ومما حدث في الأندلس لنا مثل وفي تسليم بيت المقدس مثل آخر

قَالَوا : الشِّقاقُ الْعَدَاوَة بَين فَرِيقين، والْخِلافُ بَين اثْنَيْنِ، يُسمَّى ذَلِك شِقاقاً لِأَن كل فريقٍ من فِرقتي الْعَدَاوَة قَصَد شِقّاً أَي: نَاحيَة غير شِقِّ صاحبِهِ .

في التاسع عشر من شباط سنة ١٢٢٩ كانت الفضيحة بتسليم القدس ، التي حررها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي عام ١١٨٧، إلى الصليبيين،  وفق اتفاقية سلام وقعها فردريك التانى ( Frederick II ) امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة و الملك الكامل محمد بن العادل سلطان مصر فى 18 فبراير 1229.وفق معاهدة يافا التي عُقدت ما بين الملك الكامل ملك مصر والإمبراطور الألماني فريدريك الثاني الذي قاد الحملة الصليبية السادسة.

يقول ابن حزم رحمه الله : فضيحة لم يقع في العالم إلى يومنا مثلها  : أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيام في مثلها كلهم يتسمى بإمرة أمير المؤمنين، ويُخْطَبُ لهم بها في زمن واحد، وهم : خلف الحصري بإشبيلية على أنه هشام بن الحكم، ومحمد بن القاسم بن حمود بالجزيرة الخضراء ، ومحمد بن إدريس بن علي بن حمود بمالقة ، وإدريس بن يحيى بن علي بن حمود بِبُبَشتر . في مسافة ثلاثة أيام في مسافة ثلاثة أيام يسمَّوْن ‘أمير المؤمنين‘ في وقت واحد، فهذه أُخْلوقة لم يُسمع بمثلها . ويقول ابن حزم رحمه الله والله لو علموا أن في عبادة الصلبان تمشية أمورهم لبادروا إليها، فنحن نراهم يستمدون النصارى فيمكنونهم من حرم المسلمين وأبنائهم ورجالهم يحملونهم أسارى إلى بلادهم، وربما يحمونهم عن حريم الأرض وحسرهم معهم آمنين ، وربما أعطوهم المدن والقلاع طوعاً فأخلوها من الإسلام وعمروها بالنواقيس، لعن الله جميعهم وسلط عليهم سيفاً من سيوفه.

ترى لو عاش ابن حزم بيننا تراه ماذا سيقول عنا

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ـــــــــــ

رسائل ابن حزم (3/ 176)

سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي  (17/ 529)

تاريخ الحروب الصليبية محمد سهيل طقوش ص599

 

ابن حَزْم

(384 - 456 هـ = 994 - 1064 م)

علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد: عالم الأندلس في عصره، وأحد أئمة الإسلام. كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه، يقال لهم " الحزْمية ". ولد بقرطبة. وكانت له ولأبيه من قبله رياسة الوزارة وتدبير المملكة، فزهد بها وانصرف إلى العلم والتأليف، فكان من صدور الباحثين فقيها حافظا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، بعيدا عن المصانعة. وانتقد كثيرا من العلماء والفقهاء، فتمالأوا على بغضه، وأجمعوا على تضليله وحذروا سلاطينهم من فتنته، ونهوا عوامهم عن الدنو منه، فأقصته الملوك وطاردته، فرحل الى بادية ليلة (من بلاد الأندلس) فتوفي فيها. رووا عن ابنه الفضل أنه اجتمع عنده بخطه أبيه من تآليفه نحو 400 مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة. وكان يقال: لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقان.

الأعلام للزركلي (4/ 254)

 

مسافة ثلاثة أيام : 245 كيلو متر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق