صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً
ومن مصائب الدهر وصور البلاء أن تجد الجاهل في مقام صاحب
العلم ، قال الخطفي جد جرير :
عجبت لإدلال العييّ بنفسه ... وصمت الذي كان بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للعييّ وإنما ... صحيفة لبّ المرء أن يتكلما
والعيي البليد، ويقَالَ: الجبان ، وُصف عند الحجاج رجلٌ
بالجهل، وكانت له إليه حاجة، فَقَالَ في نفسه: لأخْتَبِرَنَّهُ، ثم قَالَ له حين
دخل عليه: أعصامياً أنت أم عِظَامياً؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك
اللذين صاروا عظاما؟ فَقَالَ الرجل: أنا عصامي وعظامي، فَقَالَ الحجاج: هذا أفضل الناس،
وقضى حاجته، وزاده، ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ، فَقَالَ له:
تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له: قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ: كيف أجَبْتَنِي
بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك؟ قَالَ له: والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي،
فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ، فقلت: أقول كليهما، فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر، وكان
الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، فَقَالَ الحجاج
عند ذلك: المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً، فذهبت مثلاً.
واليوم كثر من يدعي العلم بالشيء وهو أجهل الناس يه ، وهو لا
يقتصر على مهنة بل ساد وانتشر نسأل الله العافية
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــ
البيان والتبيين (1/ 189)
مجمع الأمثال (2/ 331)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق