السبت، 5 أكتوبر 2024

المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً ومن مصائب الدهر وصور البلاء أن تجد الجاهل في مقام صاحب العلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً

ومن مصائب الدهر وصور البلاء أن تجد الجاهل في مقام صاحب العلم ، قال الخطفي جد جرير  :

عجبت لإدلال العييّ بنفسه ... وصمت الذي كان بالقول أعلما

وفي الصمت ستر للعييّ وإنما ... صحيفة لبّ المرء أن يتكلما

والعيي البليد، ويقَالَ: الجبان ، وُصف عند الحجاج رجلٌ بالجهل، وكانت له إليه حاجة، فَقَالَ في نفسه: لأخْتَبِرَنَّهُ، ثم قَالَ له حين دخل عليه: أعصامياً أنت أم عِظَامياً؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك اللذين صاروا عظاما؟ فَقَالَ الرجل: أنا عصامي وعظامي، فَقَالَ الحجاج: هذا أفضل الناس، وقضى حاجته، وزاده، ومكث عنده مدة، ثم فاتشه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ، فَقَالَ له: تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له: قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ: كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك؟ قَالَ له: والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي، فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ، فقلت: أقول كليهما، فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر، وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، فَقَالَ الحجاج عند ذلك: المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً، فذهبت مثلاً.

واليوم كثر من يدعي العلم بالشيء وهو أجهل الناس يه ، وهو لا يقتصر على مهنة بل ساد وانتشر نسأل الله العافية

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــ

البيان والتبيين (1/ 189)

مجمع الأمثال (2/ 331)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق