s1a3b7i7ha13777
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الغيرة على نساء المسلمين كانت سبباً في فتح پلاد السند
من مأثر الحجاج ابن يوسف الثقفي
تذكر كتب التاريخ أنه في سنة ٨٨ هـ حدث أن سفينة مسلمة كانت
قادمة من جزيرة من بلاد "سيلان" عليها
نساء مسلمات وبينما
كانت السفينة في طريقها إلى "البصرة" مارة ببلاد السند
، خرج قراصنة واستولوا عليها . وعندئذٍ كتب
الحجاج إلى ملك السند يطلب منه
الإفراج عن النساء المسلمات والسفينة ، ولكنه رفض عنادًا للمسلمين . فقرر "الحجاج" فتح بلاد السند كلها ، وقد وقع
اختياره على محمد بن القاسم الثقفي ليقود جيش المسلمين . وبالفعل
خرج هذا القائد حتى وصل إلى الطاغية داهر وانتصر عليه وقام بتحرير الأسرى ، قال أحمد
بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري: واستعمل الحجاج بعد مجاعة مُحَمَّد بْن
هارون بْن ذراع النمري فأهدى إِلَى الحجاج في ولايته ملك جزيرة الياقوت نسوة ولدن
في بلاده مسلمات ومات آباؤهن وكانوا تجارا فأراد التقرب بهن، فعرض للسفينة الَّتِي
كنا فيها قوم من ميد الديبل في بوارج فأخذوا السفينة بما فيها فنادت امرأة منهن
وكانت من بني يربوع يا حجاج، وبلغ الحجاج ذلك فقال: يا لبيك فأرسل إِلَى داهر
يسأله تخلية النسوة. فقال: إنما أخذهن لصوص لا أقدر عليهم، فأغزى الحجاج عُبَيْد
اللَّه بْن نبهان الديبل فقتل، فكتب إِلَى بديل بْن طهفة البجلي وهو بعمان يأمره
أن يسير إِلَى الديبل، فلما لقيهم نفر به فرسه فأطاف به العدو فقتلوه وقال بعضهم
قتله زط البدهة، قَالَ: وإنما سميت هَذِهِ الجزيرة جزيرة الياقوت لحسن وجوه
نسائها، ثُمَّ ولى الحجاج مُحَمَّد بْن الْقَاسِم في أيام الوليد بْن عَبْد الملك
فغزا السند، وعقد له عَلَى ثغر السند وضم إليه ستة آلاف من جند أهل الشام وخلقا من
غيرهم وجهزه بكل ما احتاج إليه حَتَّى الخيوط والمال، فسار مُحَمَّد بْن الْقَاسِم
، واستعد داهر لملاقاته مستخف به لاه عنه ولقيه مُحَمَّد والمسلمون وهو عَلَى فيل
وحوله الفيلة ومعه التكاكرة فاقتتلوا قتالا شديدا لم يسمع بمثله وترجل داهر وقاتل
فقتل عند المساء وانهزم المشركون فقتلهم المسلمون كيف شاءوا وكان الَّذِي قتله في
رواية المدائني رجلا من بني كلاب وقال:
الخيل تشهد يوم داهر والقنا ... وَمُحَمَّد بْن الْقَاسِم بْن
مُحَمَّد
أني فرجت الجمع غير معرد ... حَتَّى علوت عظيمهم بمهند
فتركته تحت العجاج مجدلا ... متعفر الخدين غير مؤسد
وعادات نساء المسلمين : ونظر الحجاج فإذا هُوَ قَدْ أنفق
عَلَى مُحَمَّد بْن الْقَاسِم ستين ألف ألف ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف،
فقال: شفينا غيظنا وأدركنا ثأرنا وازددنا ستين ألف ألف درهم ورأس داهر
ــــــ
فتوح البلدان (ص: 419)
الكامل في التاريخ (4/ 20)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق