السبت، 28 سبتمبر 2024

قد يكون الغم هو الدواء سلطة المخم ربما كانت دواءً

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

قد يكون الغم هو الدواء

سلطة المخم ربما كانت دواءً

كتبت مرة وكنت مع زوجتي رحمها الله في الطريق إلى حلب ، فجلست إلى جانبنا في المقعد الموازي امرأة نحيلة الجسم تبعتها امرأة ربما زاد وزنها عن المائة ، وريثما تمتلئ الحافة الكبيرة بالركاب ، بدأت الاثنتين تتحدثان وبصوت مسموع عن سبب ذهابهما إلى حلب ، فشكت ذات الوزن الثقيل من حالها وقالت إني راغبة في تخفيف وزني فالأطباء أكدوا أن ذلك سبب في أوجاعي ، فأجابتها الثانية : كنوا ما عندك ولا بتعرفي سلطة المخم هو دواءك . سألت الثانية أشو يعني سلطة المخم ؟ ! فقالت : يا خيتي الهم والغم ؟

حدث الحسن بن إدريس الخولاني قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول: ما أفلح سمين قط، إلا أن يكون محمد بن الحسن. فقيل له: فلم؟ قال: لأنه لا يعدو العاقل من إحدى حالتين: إمّا أن يهتم لآخرته ومعاده، أو لدنياه ومعاشه. والشحم مع الهم لا ينعقد، فإذا خلا من المعنيين صار في حد البهائم لِعَقْد الشحم. ثم قال الشافعي: كان ملك في الزمان الأول، وكان مثقلا كثير اللحم لا ينتفع بنفسه، فجمع المُتطبّبين وقال: احتالوا لي حيلة يخفّ عني لحمي هذا قليلا. فما قدروا له على صفة. قال: فُنُعِتَ له رجل عاقل أديب متطبّب ، فبعث إليه فأُشْخِصَ فقال: تعالجني ولك الغنى؟ قال: أصلح الله الأمير، أنا رجل مُتطبِّب ومنجّم، دعني أنظر الليلة في طالعك أي دواء يوافق طالعك فأسقيك. قال: فغدا عليه. فقال: أيها الملك، الأمانَ. قال: لك الأمان. قال: رأيت طالعك يدل على أن عمرك شهر، فإن أحببت حتى أعالجك فإن أردتَ بيان ذلك فاحبسني عندك، فإن كان لقولي حقيقة فحلّ عني، وإلا فاستقص عليَّ. قال: فحبسه. ثم رفع الملك الملاهي واحتجب عن الناس وخلا وحده مغتمًّا، ما يرفع رأسه يعدّ أيامه، كلما انسلخ يوم ازداد غما حتى هزل وجفّ لحمه، ومضى لذلك ثمانية وعشرون يوماً، فبعث إليه فأخرجه فقال: ما ترى؟ قال: أعزّ الله الملك، أنا أهون على الله من أن أعلم الغيب، والله ما أعرف عمري، فكيف أعرف عمرك؟ إنه لم يكن عندي دواء إلا الغم فلم أقدر أن أَجْلبَ إليك الغم إلا بهذه العلّة فأذابت شحم الكلى. قال: فأجازه وأحسن إليه.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــ

مناقب الشافعي للبيهقي (2/ 120)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق