الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024

حين يحكم المنطق ومن حياة سلفنا نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين يحكم المنطق

ومن حياة سلفنا نتعلم

ربما كانت العجلة من أسباب البلاء الذي نحن فيه فالْمَنْطِقِ يعني التَّمهُّل والتوقُّر والتَّثَبُّت من الأمر ، والغضب فقد الاتزان وغلبة الهذيان في الكلام ، كمت أن التمهّل والتأنّي من أوصاف العقل.

قال عبد الله بن مالك : كنت أتولى الشرطة للمهدي وكان يبعث إليّ في ندماء الهادي ومغنّيه أني أضربهم وأحبسهم صيانة له عنهم، فبعث الهادي يسألني الرفق بهم والترفيه عنهم، فلا ألتفتُ إلى ذلك وأمضي إلى ما يأمر به المهدي، فلما ولي الهادي الخلافة أيقنت بالتلف فبعث إليّ يوماً فدخلت عليه متكفّناً متحنّطاً، فإذا هو على كرسي والنطع والسيف بين يديه، فسلّمت فقال: لا سلم الله عليك! تذكر يوم بعثت إليك في أمر الحرّاني لما أمر أمير المؤمنين، رضي الله عنه، بضربه فلم تجبني في فلان وفي فلان، وجعل يعدّ ندماءه، ولم يلتفت إلى قولي؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، أفتأذن لي في استيفاء الحجة؟ قال: نعم، قلت: نشدتك الله يا أمير المؤمنين أيسرك أن ولّيتني ما ولاني أبوك وأمرتني بأمر فبعث إليّ بعض بنيك بأمر يخالف أمرك فاتبعت أمره وعصيت أمرك؟ قال: لا، قلت: فكذلك أنا لك وكذا لأبيك وأخيك. فاستدناني فقبّلت يده وأمر بخُلع فصبّت عليّ وقال: قد وليتك ما كنت تتولاه فامض راشداً.

وجميل قول الشاعرة الجاهلية سعدى الأسدية

حَبيبي لا تَعجل لِتفهم حجّتي       كَفاني ما بي من بلاءٍ ومن جهدِ

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ـــــــــــــ

المحاسن والمساوئ  - إبراهيم بن محمد البيهقي (ص: 85)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق