صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
إذا
ظهرَ الغدرُ سهُل الهجرُ
الزمن من
صفاته عدم استقرار الأحوال وتغيرها بشكل سلبي ، حيث يواجه الإنسان مصاعب ومفاجآت
غير متوقعة في حياته حالة تغير مستمر، وأن هذا التغير قد يكون قاسيًا وغير عادل،
مما يؤدي إلى وقوع أحداث سلبية أو غير متوقعة في حياة الأفراد. وما
أكثر التذمّر من غدْر الناس والزمان. وهو العلة في سهولة الهجر وسبيل من السبل
التي تدفع للانتقام والنَّفس الحرَّة لا تعبأ بمن غدر بها ولا تستصلحه بمعاتبةٍ
ولا ترصده بمعاقبةٍ بل تخلِّي فكرها عن ذكره وتصون خواطرها عن الخوض في أمره. وعن
أبان بن تغلب قال: مررت بامرأة ، وبين يديها ابن لها يريد سفرا وهي توصيه فقالت: إجلس
امنحك وصيّتي وبالله توفيقك، وقليل إجدائها عليك أنفع من كثير عقلك: إياك
والنمائم، فإنها تزرع الضغائن، ولا تجعل نفسك غرضا للرماة، فإن الهدف إذا رمي لم
يلبث أن ينثلم، ومثّل لنفسك مثالا فما استحسنته من غيرك فاعمل به، وما كرهته منه
فدعه واجتنبه، ومن كانت مودته بشّره كان كالريح في تصرفها. ثم نظرت فقالت: كأنك يا
عراقي أعجبت بكلام أهل البدو؟ ثم قالت لابنها: إذا هززت فهزّ كريما، فإن الكريم
يهتز لهزتك. وإياك واللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها، وإياك والغدر فإنه أقبح ما
تعومل به، وعليك بالوفاء ففيه النماء. وكن بمالك جوادا، وبدينك شحيحا. ومن أعطي
السخاء والحلم فقد استجاد الحلة: ريطتها وسربالها! انهض على اسم الله.
وما
أكثر قصص الغدر في أيام عافانا الله وحفظنا
البيان
والتبيين (3/ 292)
الزهرة
– خلف الأصبهاني (ص: 57)
ريطتها
: وهي ملاءة ليست بذات لفقين - لِفْقَيْنِ أَيْ ليست من قِطْعَتَيْنِ
السِّربالُ:
القميص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق