الأحد، 21 سبتمبر 2025

الجمال في عيني الرائي ومن محاسن المتكلمات عند العرب

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

الجمال في عيني الرائي ومن محاسن المتكلمات عند العرب

وقد قيل العين ترى الجميل حيث القلب يميل

مي أو الخرقاء حبيبة ذي الرمة

قَالَوا : المَيَّةُ القِرَدَةُ، وقيل : أَنَّ القِرَدة الأُنْثى تسمَّى مَيَّة، ويقالُ منَّة، وَبهَا سُمِّيَت المرأَةُ.

حدث عمر بن يزيد الأسدي، قال: مررت بخرقاء، صاحبة ذي الرمة فقلت لها: «هل حججت قط» ؟ قالت: أما علمت أني منسك من مناسك الحج، ما منعك أن تسلم علي؟ أما سمعت قول عمك ذي الرمة:

تمام الحج أن تقف المطايا ... على خرقاء واضعة اللثام

فقلت لها: «لقد أثر فيك الدهر» ، قالت أما سمعت قول العجيف العقيلي حيث يقول:

وخرقاءٌ لا تزداد إلا ملاحةً ... ولو عمرت تعمير نوحٍ وجلت

قال: «ورأيتها وإن فيها لمباشرة، وإن ديباجة وجهها لطرية كأنها فتاة، وإنها لتزيد يومئذ على المائة، ولقد حدثت أنه شبب بها ذو الرمة، وهي ابنة ثمانين سنة» . وحدث رجل من بني أسد قال: «أدركت ميا صاحبة ذي الرمة، وكان الرجل أعور قال: ورأيتها في نسوة من قومها فقلت: «أهذه مي؟ وأومأت إليها» ، فقلنا: فقلت: «ما أدري ما كان يعجب ذا الرمة منك، وما أراك على ما كان يصف» ؟ فتنفست الصعداء وقالت: «إنه كان ينظر بعينين وأنت تنظر إلي بعين واحدة» .

وذو الرّمة أحد عشّاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته ميّة واسمه غيلان بن عقبة بن مسعود بن حارثة ، ويكنى أبا الحارث، وذو الرمة لقب. يقال: لقّبته به ميّة؛ وكان اجتاز بخبائها وهي جالسة إلى جنب أمها فاستسقاها ماء، فقالت لها أمها: قومي فاسقيه. وقيل: بل خرق إداوته لمّا رآها، وقال لها: اخرزي لي هذه، فقالت: واللّه ما أحسن ذلك، فإني لخرقاء. قال: والخرقاء التي لا تعمل بيدها شيئا لكرامتها على قومها، فقال لأمها: مريها أن تسقيني ماء، فقالت لها: قومي يا خرقاء فاسقيه ماء، فقامت فأتته بماء، وكانت على كتفه  رمّة؛ وهي قطعة من حبل، فقالت: اشرب يا ذا الرّمّة؛ فلقّب بذلك وقيل :

كان يصيبه في صغره فزع، فكتبت له تميمة، فعلّقها بحبل، فلقّب بذلك ذا الرّمّة. ومن جميل شعر ذي الرمة

ألا لا أرى مثلي يحنُّ من الهوَى ... ولا مثلَ هذا الشَّوقِ لا يتصرَّمُ

ولا مثلَ ما ألقى إذا الحيُّ فارقوا ... علَى أثرِ الأظعانِ يلقاهُ مُسلمُ

كفَى حسرةً في النَّفسِ يا ميُّ أنَّني ... وإيَّاكِ في الأحياءِ لا نتكلَّمُ

أدورُ حواليكِ البيوتَ كأنَّني ... إذا جئتُ عنْ إتيانِ بيتكِ مُحرمُ

ـــــــــــــ

الأغاني – أبو فرج الأصفهاني (18/ 260)

الزهرة – خلف الأصبهاني (ص: 52)

المحاسن والأضداد – الجاحظ (ص: 188)

 

الثقلاء في كلمات

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

الثقلاء في كلمات

الثقيل أثقل على الْقلب من الْحمل والمشكلة أن يظن بنفسه خفة الروح وقد قيل لجالينوس: بم صار الرجل الثقيل أثقل من الحمل الثقيل، فقال: لأن الرجل الثقيل إنما ثقله على القلب دون الجوارح، والحمل الثقيل يستعين فيه القلب بالجوارح.

وقال سهل بن هارون، من ثقل عليك بنفسه، وغمك بسؤاله، فأعره أذنا صماء، وعينا عمياء. وكان سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه إذا استثقل رجلا قال: اللهم اغفر له وأرحنا منه. كان الأعمش مريضا فزاره أحد الثقلاء وقال له: لولا أن أثقل عليك أبا محمد لعدتك والله في كل يوم مرتين. فقال له الأعمش. والله يا بن أخي أنت ثقيل علي وأنت في بيتك، فكيف لو جئتني في كل يوم مرتين. وقيل للأعمش : ما الذي أعمش عينيك؟ قال: النظر إلى الثقلاء. وكان الأعمش رحمه إذا حضر مجلسه ثقيل يقول:

فما الفيل تحمله ميتا ... بأثقل من بعض جلاسنا

شخصُك في مقلة النديم ... أثقل من رعيةٍ النجوم

يا رجلاً ظلُّه علينا ... أثقل من مَنَّة اللئيم

إني لأرجو بما أُلاقي ... منك خلاصاً من الجحيم

ــــــ

العقد الفريد (2/ 153)

ذم الثقلاء - المحولي (ص: 31)

قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور - الرقيق النديم (ص: 86)

ربيع الأبرار ونصوص الأخيار – الزمخشري (2/ 231)

البضلة أو البضلا وما أكثرهم في هذه الأيام

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

البضلة أو البضلا وما أكثرهم في هذه الأيام

والكلمة من التركية، تحريف البلداء العربية: جمع البليد، والأتراك استعملوها صفة للجمع والمفرد.

وفي المعرة يقول : العمى هدا بضلة أي أنه قليل الفهم إلى خد الغباء ، ويحشر نفسه في كل شيء ، وفي العربية البليد الَّذِي يُلقي نَفسه فِي كلّ مُعضلة. وهو لا يدري ما الذي يفعل في أبسط ما يواجهه فالحيرة تركبه ، وتراه في النهاية يضرب كفا بكف ليعتذر عن عجزه وجميل قول بشار بن برد

وَمَن كانَ ذا فَهمٍ بَليدٍ وَعَقلُهُ  ..  بِهِ عِلَّةٌ عابَ الكَلامَ المُنَقَّحا

طروحات غبية واقتراحات أشد غباء والمهم أن يشدك البضلات إلى أوهام لا شأن لك بها

فقدان البصيرة والفطنة سر من أسرار ما نحن فيه من بلاء من قصة سيدنا موسى عليه السلام ومن حياة السلف الصالح نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

فقدان البصيرة والفطنة سر من أسرار ما نحن فيه من بلاء

من قصة سيدنا موسى عليه السلام ومن حياة السلف الصالح نتعلم

في المعرة يقولون للتأنيب : أشو أعمى قلب . وذلك في أن المرء فعل أو لم يستوعب حالة كان من المفروض أن يحسن فيها وقد قالوا البصر هو نظر العين إلى الأشياء وكثيرا ما يخون البصر صاحبه في الإحاطة لما هو أمام بصره ، فلو نظرت إلى شيء في عينك ممكن أن يخدعك في مظهره ، وأما البصيرة هو أن تنظر للأشياء من خلال نظر القلب وتدركها بعقلك وقلبك بدون النظر بالعين .
من الصعب أن يفتح المرء قلبه إلا إذا أحس بالأمان وتخيل معي موسى عَليه السلام يَلقى رَجُلاً غريبَا في أرضٍ غريبة .. فيأمَن له ويفتَح له قلبهُ ويحكي له كُلّ شيء: ﴿فَلَمّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيهِ القَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ﴾ وتِلك إشارَة أنَّ العلاقَات الإنسانيَّة إنما تُقاس بسَلاسة تلاقي الأرواح .. بعمق تفَاهمَها .. وليسَ بطولِ السِنين!

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول عن أعمى البصيرة :الجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث يشاء،فالجبان يفر عن أهله وولده،والجرئ يقاتل عمن لا يؤؤب به إلى رحله: ومن شعر لأبى يعقوب الخريمى:

يفرّ جبان القوم عن عرس نفسه ... ويحمى شجاع القوم من لا يناسبه

ويرزق معروف الجواد عدوّه ... ويحرم معروف البخيل أقاربه

ولما كان فقدان البصيرة أشنع من فقدان البصر قال تعالى: (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) سورة الفتح . فذم الله فريقا من الناس بفقدان البصيرة تنبيهًا لنا بأن فقدانها اختياري، إذ هو بتركهم الإفادة من العلم . وقال ابن عباس - رضي الله عنه - لمن عيَّره بفقدان البصر: "إنا نصاب في أبصارنا وأنتم تصابون في بصائركم"

بهجة المجالس وأنس المجالس (ص: 103)

الذريعة الى مكارم الشريعة – الراغب الأصفهاني (ص: 135)

 

 

الأمانة سبيل الفرج قصة العقد وقاضي المارستان أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وتاريخنا مليء بأمثال هؤلاء

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

الأمانة سبيل الفرج قصة العقد وقاضي المارستان أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري

وتاريخنا مليء بأمثال هؤلاء

حين تتحدث عن الأمانة فإنك تتحدث عن الفرج والفرج بحد ذاته أمانة وذلك في البعد عن محارم الله ، والأمانة سور حصين

فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ لِآدَمَ: يَا آدَمُ إِنِّي عَرَضْتُ الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَلَمْ يُطِقْنَهَا، فَهَلْ أَنْتَ حَامِلُهَا بِمَا فِيهَا؟ قَالَ: وَمَا فِيهَا يَا رَبِّ؟ قَالَ: إِنْ حَمَلْتَهَا أُجِرْتَ، وَإِنْ ضَيَّعْتَهَا عُذِّبْتَ، قَالَ: فَأَنَا أَحْمِلُهَا بِمَا فِيهَا، قَالَ: فَلَمْ يَلْبَثْ فِي الْجَنَّةِ إِلَّا قَدْرَ مَا بَيْنَ صَلَاةِ الْأُولَى إِلَى الْعَصْرِ حَتَّى أَخْرَجَهُ الشَّيْطَانُ مِنْهَا "

يقول القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي المعروف بقاضي المارستان : كنت مجاورا بمكة- حرسها الله تعالى- فأصابني يوما جوع شديد لم أجد شيئا أدفع به عني الجوع، فوجدت كيسا من إبريسم مشدودا بشرابة إبريسم أيضا، فأخذته وجئت إلى بيتي، فحللته فوجدت فيه عقدا من لؤلؤ لم أر مثله، فخرجت فإذا شيخ ينادي عليه ومعه خرقة فيها خمسمائة دينار، وهو يقول: هذا لمن يردّ علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت: أنا محتاج، وأنا جائع، فآخذ هذا الذهب فأنتفع به، وأرد عليه الكيس، فقلت له: تعال إليّ ، وجئت به إلى بيتي، فأعطاني علامة الكيس، وعلامة الشرابة، وعلامة اللؤلؤ، وعدده، والخيط الذي هو مشدود به، فأخرجته ودفعته إليه.

فسلّم إليّ خمسمائة دينار، فما أخذتها، وقلت: يجب أن أعيده إليك ولا آخذ له جزاء، فقال لي: لا بد أن تأخذ، وألح عليّ كثيرا، فلم أقبل، فتركني ومضى، وخرجت من مكّة وركبت البحر، فانكسر المركب وغرق الناس وهلكت أموالهم، وسلمت أنا على قطعة من المركب، فبقيت مدّة في البحر لا أدري أين أذهب، فوصلت إلى جزيرة فيها قوم، فقعدت في بعض المساجد، فسمعوني أقرأ، فلم يبق أحد إلّا جاءني وقال: علمني القرآن، فحصل لي منهم شيء كثير من المال. ثم رأيت في ذلك المسجد أوراقا من مصحف، فأخذتها، فقالوا: تحسن تكتب؟ فقلت: نعم، فقالوا: علمنا الخطّ، وجاءوا بأولادهم من الصبيان والشباب، وكنت أعلمهم، فحصل لي أيضا من ذلك شيء كثير، فقالوا لي بعد ذلك: عندنا صبية يتيمة ولها شيء من الدنيا نريد أن تتزوج بها، فامتنعت، فقالوا: لا بد، والزموني، فأجبتهم فلما زفوها مددت عيني أنظر إليها فوجدت ذلك العقد بعينه معلقا في عنقها، فما كان لي حينئذ شغل إلّا النظر إليه، فقالوا: يا شيخ كسرت قلب هذه اليتيمة من نظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها، فقصصت عليهم قصة العقد، فصاحوا بالتهليل والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلت: ما بكم؟ فقالوا: ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول: ما وجدت في الدنيا مسلما كهذا الذي ردّ عليّ هذا العقد، وكان يدعو ويقول: اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه بابنتي، والآن قد حصلت، فبقيت معها مدة ورزقت منها ولدين. ثم إنها ماتت فورثت العقد أنا وولدي، ثم مات الولدان، فحصل العقد لي فبعته بمائة ألف دينار، وهذا المال الذي ترون معي من بقايا ذلك المال.

يا رب فرج همومنا

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــ

الاعتبار – أسأمة بن المنقذ(ص: 178)

النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (5/ 267)

شذرات الذهب في أخبار من ذهب - ابن العماد العَكري (6/ 179)

تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي (1/ 473)

 

 

الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْأَنْصَارِيُّ قَاضِي الْمَارَسْتَانِ توفي عَنْ نَيِّفٍ وَتِسْعِينَ سَنَةٍ، وَلَهُ الْإِسْنَادُ الْعَالِي فِي الْحَدِيثِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْمَنْطِقِ، وَالْحِسَابِ، وَالْهَيْئَةِ، وَغَيْرِهَا مِنْ عُلُومِ الْأَوَائِلِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ فِي الدُّنْيَا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْبَرْمَكِيِّ، وَالْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ الْعُشَارِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ وَغَيْرَهِمْ. وهو من ولد كعب بن مالك أحد الثلاثة الذين خلّفوا. كان إماما عالما. وكان إذا سئل عن مولده يقول: أقبلوا على شأنكم، لا ينبغى لأحد أن يخبر [عن] مولده، إن كان صغيرا يستحقرونه، وإن كان كبيرا يستهرمونه. وكان ينشد:

لى مدّة لا بدّ أبلغها ... فإذا انقضت وتصرّمت متّ

لو عاندتنى الأسد ضارية ... ما ضرّ بى ما لم يجى الوقت

 

المعريون واستخدام كلمة ( إللي )

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

المعريون واستخدام كلمة ( إللي )

استخدام كلمة – إللي – وهي من المفردات العامية واستخدامها لا يقتصر على مدينة المعرة بل هو شائع في بلاد الشام وحتى مصر و«إللي» اسم موصول ويكتفون بها عن كل اسم موصول آخر فهي للمفرد المذكر والمفرد المؤنث والمثني المؤنث وجمع الذكور وجمع الإناث والعاقل وغير العاقل، فلو بحثت عن اسم موصول في العامية لن تجد سوى «إللي». وقد كثر استعمال هذه الكلمة ، وكثر ورود الأمثال التي بُدِئَتْ بها، ومن ذلك قولهم: «إللي أوله شرط آخره نور» يقال للحض على حصول الاتفاق قبل البدء في العمل حتى لا يحصل خلاف بعد، «إللي أكل لحمتها بدو ياكل عضمتها» يقال بمعنى أن من له فائدة الشيء عليه أن يتحمل متاعبه، ومثل ذلك قول أهل الجرائم إللي بيحلب الغنم عليه يسرحها. إللي اختشوا ماتوا يقال للدلالة على فساد الزمان، وأنه لم يبق من الناس إلا مَن قَلَّ حياؤه. «إللي تزرعه بتحصده » يعنون أن نتيجة عملك من جنس عملك إن خيرا فخير وإن شرا فشر، ومن يزرع الشر بيحصد الندامة . «إللي تسْكر فيه بتفطر فيه ، يقال تبكيتا للرجل ينفق ماله في الترف والفخفخة وما يضر، على أنه محتاج إلى ما هو ضروري. إللي تصاحبه لا تقابحه يقال للحث على حسن السلوك مع من تكون الضرورة  داعية إلى معاشرته كجار في المسكن أو شريك في العمل أو نحو ذلك. إللي تشوفه راكب على عصا قول له مبارك الحصان يراد به مجاراة كل إنسان على قدر عقله ومسايرة كل أحد على هواه. إللي بتملكه الإيد بتزهده النفس» يقال للدلالة على أن النفس تزهد ما ألفت وملكت وتطمع فيما منعت قال الشيخ محي الدين بن عربي :

وقد جرى مثلٌ يدري وصورته    ..   أحبُّ شيءٍ إلى الإنسان ما منعا

وكذلك : إللي تغلب به العب به يقال للحض على استعمال وسائل الغلبة أيا كانت شريفة أو غير شريفة. وإللي مصرتو حرام ليعرف باب المحكمة» يمثل عقيدة الناس في المحاكم والتقاضي وأن الدخول في القضايا يُفقر . أشو بدك تحصل منو إللي هوي مشحر .

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

الخميس، 18 سبتمبر 2025

المعرة ومن الذاكرة

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إخوَتِي أَخَوَاتِي
المعرة ومن الذاكرة
في أواسط الستينات من القرن الماضي بدأت ظاهرة الدراجات النارية بالظهور من أنواعها نوع miel إنكليزية الصنع ومن ثم ظهر المشلس وكان له دور بارز في النقل بين الريف والمدينة وأذكر هنا محمد الحفيان من المعرة وقصي اليوسف من دير الشرقي رحمهما الله . أما على الصعيد الشخصي فلا يتعدى العدد أصابع اليد موتور اطلق عليه في المعرة اسم الصاروخ لونه أزرق لصاحبه أسعد بن محمد سعدو الداي رحمهم الله والكثير منا يعرفه وهو معلق اعلا محلات آل قزيز في شارع الكورنيش وآخر من نوع مييل لحسن محمد الحرامي رحمه الله
الدراجة الهوائية كانت منتشرة وكانت بحاجة للترخيص من بلدية المعرة وكان لدي دراجة صغيرة نشرت صورتها وكانت من حيث الحجم الأقدم في المدينة
ونتيجة للفقر كنت ترى الدراجات دون رفراف أمامي حيث كان الراكب يستخدم قدمه التي ثبت عليها قطعة جلد لدولاب سيارة وبالضغط تخف سرعة الدارجة لتوفير استخدام الكوابح




الأسئلة التي لا فائدة منها وما أكثرها ! من كتاب الله والسنة المطهرة وحياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

الأسئلة التي لا فائدة منها وما أكثرها !

من كتاب الله والسنة المطهرة وحياة السلف نتعلم

وتواجه أحدهم ليسألك أين كنت ؟ وماذا كنت تفعل ؟ وما هي أخبارك ؟ كم هو عمرك ؟ برأيك إذا مات رجل على ظهر القمر كيف يبعث ؟ والسؤال الذي تستغربه : أشو في أشو مافي ؟ والمقصود بالسؤال هنا أن تسرد للسائل تفاصيل لا شأن له فيها . وما يتبادر للذهن ما الفائدة من السؤال ؟ وربما ترتب عن الإجابة ضرر . في حين أن النهي عن ذلك ورد في القرآن والسنة المطهرة قال تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ {سورة المائدة:101. قال الإمام ابن كثير رحمه الله : أَيْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْ تَفْصِيلِهَا بَعْدَ نُزُولِهَا تُبَيَّنُ لَكُمْ، وَلَا تَسْأَلُوا عَنِ الشَّيْءِ قَبْلَ كَوْنِهِ فَلَعَلَّهُ أَنْ يُحَرَّمَ مِنْ أَجْلِ تِلْكَ الْمَسْأَلَةِ، وَلِهَذَا جَاءَ فِي الصَّحِيحِ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ» . وفي صحيح البخاري : عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ البَنَاتِ، وَمَنَعَ وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ المَالِ "

الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْأَنْصَارِيُّ قَاضِي الْمَارَسْتَانِ وكان إذا سئل عن مولده يقول: أقبلوا على شأنكم، لا ينبغى لأحد أن يخبر عن مولده، إن كان صغيرا يستحقرونه، وإن كان كبيرا يستهرمونه. وكان ينشد:

لي مدّة لا بدّ أبلغها ... فإذا انقضت وتصرّمت متّ

لو عاندتنى الأسد ضارية ... ما ضرّ بى ما لم يجى الوقت

ــــــــــــــــــــــــــــــ

صحيح البخاري (3/ 120)

تفسير ابن كثير (1/ 262)

النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة – ابن تغري(5/ 267)

 

أفقه نساء الأرض السَّيِّدةعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

أفقه نساء الأرض

السَّيِّدةعَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا

عائشة أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم رَضِيَ اللَّه عَنْهَا وهي أفقه نساء الأمة ومناقبها جمة عاشت خمسا وستين سنة توفيت 58 ودفنت بالبقيع رضي الله تعالى عنها  (9 ق هـ - 58 هـ = 613 - 678 م) . قال الإمام الذهبي رحمه الله عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان، من قريش: أفقه نساء المسلمين وأعلمهن بالدين والأدب. كانت تكنى بأم عبد الله. تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية بعد الهجرة، فكانت أحب نسائه إليه، وأكثرهن رواية للحديث عنه. ولها خطب ومواقف. وما كان يحدث لها أمر إلا أنشدت فيه شعرا. وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض فتجيبهم. وكان (مسروق) إذا روى عنها يقول: حدثتني الصديقة بنت الصديق.

رَوَتْ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عِلْماً كَثِيْراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيْهِ. وَعَنْ أَبِيْهَا وَعَنْ عُمَرَ وَفَاطِمَةَ وَسَعْدٍ وَحَمْزَةَ بنِ عَمْرٍو الأسلمي وجدامة بنت وهب. ولم يكن دور عائشة الفقهي مقتصرا على الإفتاء والتحديث بالسنن فحسب؛ بل كانت تناظر الصحابة ‏وتستدرك على فتاوى كبارهم مثل أبيها أبي بكر الصديق وعمر الفاروق؛ وقد جمع العلامة بدر ‏الدين الزركشي (ت 794هـ) استدراكاتها على الصحب الكرام في سفر ممتع بعنوان: "الإجابة ‏لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة"‏. كما خرَّجت مفتياتٍ مارسن الإفتاء بعدها، ‏وأخذ عنها الفقه والعلم خلق كثير بعضه من نساء أهل بيتها مثل: أختها أم كلثوم ‏وبنت أخيها عبد الرحمن وحفصة.

ــــــــــــ

الكاشف – الإمام الذهبي (2/ 513)

سير أعلام النبلاء – الإمام الذهبي(3/ 426)

الأعلام للزركلي (3/ 240)

 

 

إذا ظهرَ الغدرُ سهُل الهجرُ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي

إذا ظهرَ الغدرُ سهُل الهجرُ

الزمن من صفاته عدم استقرار الأحوال وتغيرها بشكل سلبي ، حيث يواجه الإنسان مصاعب ومفاجآت غير متوقعة في حياته حالة تغير مستمر، وأن هذا التغير قد يكون قاسيًا وغير عادل، مما يؤدي إلى وقوع أحداث سلبية أو غير متوقعة في حياة الأفرادوما أكثر التذمّر من غدْر الناس والزمان. وهو العلة في سهولة الهجر وسبيل من السبل التي تدفع للانتقام والنَّفس الحرَّة لا تعبأ بمن غدر بها ولا تستصلحه بمعاتبةٍ ولا ترصده بمعاقبةٍ بل تخلِّي فكرها عن ذكره وتصون خواطرها عن الخوض في أمره. وعن أبان بن تغلب قال: مررت بامرأة ، وبين يديها ابن لها يريد سفرا وهي توصيه فقالت: إجلس امنحك وصيّتي وبالله توفيقك، وقليل إجدائها عليك أنفع من كثير عقلك: إياك والنمائم، فإنها تزرع الضغائن، ولا تجعل نفسك غرضا للرماة، فإن الهدف إذا رمي لم يلبث أن ينثلم، ومثّل لنفسك مثالا فما استحسنته من غيرك فاعمل به، وما كرهته منه فدعه واجتنبه، ومن كانت مودته بشّره كان كالريح في تصرفها. ثم نظرت فقالت: كأنك يا عراقي أعجبت بكلام أهل البدو؟ ثم قالت لابنها: إذا هززت فهزّ كريما، فإن الكريم يهتز لهزتك. وإياك واللئيم فإنه صخرة لا ينفجر ماؤها، وإياك والغدر فإنه أقبح ما تعومل به، وعليك بالوفاء ففيه النماء. وكن بمالك جوادا، وبدينك شحيحا. ومن أعطي السخاء والحلم فقد استجاد الحلة: ريطتها وسربالها! انهض على اسم الله.

وما أكثر قصص الغدر في أيام عافانا الله وحفظنا

البيان والتبيين (3/ 292)

الزهرة – خلف الأصبهاني (ص: 57)

 

ريطتها : وهي ملاءة ليست بذات لفقين - لِفْقَيْنِ أَيْ ليست من قِطْعَتَيْنِ

السِّربالُ: القميص

 

حين تمتحن ومن حياة السلف لنا مثل

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إخوَتِي أَخَوَاتِي
حين تمتحن
ومن حياة السلف لنا مثل
ما مر بنا من بلاء كان امتحانا لنا في أنفسنا وأهلينا وأموالنا ، ترى فهل فزنا أم أن المصاب وانشغلنا به أبعد نظرنا على أنه ابتلاء ، قالوا : "الممتحن"، هو المصفى المهذب، محنت الفضة- إذا صفيتها بالنار. أي المجرب . وقد روى السمرقندي أَنَّهُ كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَابِدٌ وَكَانَ قَدْ أُوتِيَ جَمَالًا وَحُسْنًا، وَكَانَ يَعْمَلُ الْقِفَافَ بِيَدِهِ فَيَبِيعَهَا، فَمَرَّ ذَاتَ يَوْمٍ بِبَابِ الْمَلِكِ فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ لِامْرَأَةِ الْمَلِكِ، فَدَخَلَتْ إِلَيْهَا وَقَالَتْ لَهَا: هَهُنَا رَجُلٌ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ يَطُوفُ بِالْقِفَافِ قَالَتْ: أَدْخِلِيهِ عَلَيَّ فَأَدْخَلَتْهُ، فَلَمَّا دَخَلَ نَظَرَتْ إِلَيْهِ فَأَعْجَبَهَا فَقَالَتْ لَهُ: اطْرَحْ هَذِهِ الْقِفَافَ وَخُذْ هَذِهِ الْمِلْحَفَةَ، وَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا: هَاتِ الدُّهْنَ يَا جَارِيَةُ وَهَاتِ الطِّيبَ فَنَقْضِيَ مِنْهُ حَاجَتَنَا وَيَقْضِيَهَا مِنَّا وَقَالَتْ: نُغْنِيكَ عَنْ بَيْعِ هَذَا فَقَالَ: مَا أُرِيدُ ذَلِكَ مِرَارًا. قَالَتْ: وَإِنْ لَمْ تُرِدْ فَإِنَّكَ غَيْرُ خَارِجٍ حَتَّى نَقْضِيَ حَاجَتَنَا مِنْكَ وَأَمَرَتْ بِالْأَبْوَابِ فَأُغْلِقَتْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَالَ: هَلْ فَوْقَ قَصْرِكُمْ هَذَا مَوْضِعٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. ثُمَّ قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ ارْقَيْ بِوُضُوئِهِ فَلَمَّا رَقِيَ جَاءَ إِلَى نَاحِيَةِ السَّطْحِ فَرَأَى قَصْرًا مُرْتَفِعًا وَلَا شَيْءَ يَتَعَلَّقُ بِهِ لِيُرْسِلَ نَفْسَهُ مِنَ السَّطْحِ، فَأَخَذَ يُعَاتِبُ نَفْسَهُ وَيَقُولُ: يَا نَفْسُ أَنْتِ مُنْذُ سَبْعِينَ سَنَةً تَطْلُبِينَ رِضَا الرَّبِّ الْكَرِيمِ، حَرِيصَةٌ عَلَيْهِ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ جَاءَتْكِ عَشِيَّةٌ وَاحِدَةٌ تُفْسِدُ عَلَيْكِ هَذَا كُلَّهُ، إِنَّكِ وَاللَّهِ لَخَائِنَةٌ إِنْ جَاءَتْكِ هَذِهِ الْعَشِيَّةُ، وَأَفْسَدَتْ عَلَيْكِ عَمَلَكِ، فَتَلْقَيِ اللَّهَ بِبَقِيَّةِ عَمَلِكِ، فَجَعَلَ يُعَاتِبُهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا تَهَيَّأَ لِيُلْقِيَ نَفْسَهُ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجِبْرِيلَ: يَا جِبْرِيلُ. قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ قَالَ: عَبْدِي يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ فِرَارًا مِنْ سَخَطِي وَمَعْصِيَتِي، فَتَلَقَّهُ بِجَنَاحِكَ لَا يُصِيبُهُ مَكْرُوهٌ، فَبَسَطَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ جَنَاحَهُ فَأَخَذَهُ بِهِ ثُمَّ وَضَعَهُ، كَمَا يَضَعُ الْوَالِدُ الرَّحِيمُ وَلَدَهُ قَالَ: فَأَتَى امْرَأَتَهُ وَتَرَكَ الْقِفَافَ، وَقَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: أَيْنَ ثَمَنُ الْقِفَافِ؟ فَقَالَ لَهَا: مَا أَصَبْتُ لَهَا ثَمَنًا، فَقَالَتْ: عَلَى أَيِّ شَيْءٍ نُفْطِرُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: نَصْبِرُ لَيْلَتَنَا هَذِهِ ثُمَّ قَالَ: قُومِي فَاسْجُرِي تَنُّورَكِ فَإِنَّا نَكْرَهُ أَنَّ جِيرَانَنَا إِذَا لَمْ يَرَوْنَا نَسْجُرُ التَّنُّورَ اشْتَغَلَتْ قُلُوبُهُمْ بِنَا فَقَامَتْ فَسَجَرَتْهُ ثُمَّ جَاءَتْ فَقَعَدَتْ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ جِيرَانِهَا فَقَالَتْ: يَا فُلَانَةُ هَلْ عِنْدَكِ وَقُودٌ؟ قَالَتْ: نَعَمِ ادْخُلِي فَخُذِي مِنَ التَّنُّورِ، فَدَخَلَتْ ثُمَّ خَرَجَتْ فَقَالَتْ: يَا فُلَانَةُ مَالِي أَرَاكِ جَالِسَةً تَتَحَدَّثِينَ مَعَ فُلَانٍ وَقَدْ نَضَجَ خُبْزُكِ فِي التَّنُّورِ، وَيَكَادُ أَنْ يَحْتَرِقَ فَقَامَتْ فَإِذَا التَّنُّورُ مَحْشُوٌّ خُبْزًا نَقِيًّا فَجَعَلَتْهُ فِي جَفْنَةٍ، ثُمَّ جَاءَتْ إِلَى الزَّوْجِ فَقَالَتْ لَهُ إِنَّ رَبَّكَ لَمْ يَصْنَعْ بِكَ هَذَا إِلَّا وَأَنْتَ عَلَيْهِ كَرِيمٌ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَبْسُطَ عَلَيْنَا بَقِيَّةَ عُمْرِنَا فَقَالَ لَهَا تَصَبَّرِي عَلَى هَذَا، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: نَعَمْ أَفْعَلُ، فَقَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُصَلِّي وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّ زَوْجَتِي سَأَلَتْنِي فَأَعْطِهَا مَا تَتَوَسَّعُ بِهِ فِي بَقِيَّةِ عُمْرِهَا، فَانْفَرَجَ السَّقْفُ فَنَزَلَتْ إِلَيْهِ كَفٌّ عَلَيْهِ يَاقُوتَةٌ أَضَاءَ لَهَا الْبَيْتُ، كَمَا تُضِيءُ الشَّمْسُ فَغَمَزَ رِجْلَهَا وَكَانَتْ نَائِمَةً قَرِيبَةً مِنْهُ، فَقَالَ لَهَا: اجْلِسِي وَخُذِي مَا سَأَلْتِ فَقَالَتْ: لَا تَعْجَلْ أَلِهَذَا أَيْقَظْتَنِي قَدْ كُنْتُ رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى كَرَاسِيِّ مَصْفُوفَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُكَلَّلَةٍ بِالْيَاقُوتِ وَالزَّبَرْجَدِ فِيهَا ثُلْمَةٌ فَقَالَتْ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا مَجْلِسُ زَوْجِكِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الثُّلْمَةُ؟ قَالُوا: مَا تَعَجَّلَ بِهِ زَوْجُكِ فَقُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ فِي شَيْءٍ يَثْلِمُ عَلَيْكَ مَجْلِسَكَ ادْعُ رَبَّكَ فَدَعَا رَبَّهُ فَرَجَعَ الْكَفُّ
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي (ص: 614)