صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إخوَتِي أَخَوَاتِي
في بلاد المسلمين جزيرة بالي : أندونيسيا
أنت الآن في أعماق الأرخبيل الأندونيسي . من حولك تناثر أكثر
من ثلاثة عشر ألفا من الجزر الزبرجدية الخضراء ، تمتد على صفحة المياه الغارقة في
أحضان المحيطين الهادي والهندي ، مشكلة جسرا بين المحيطين بطول 6000 كم من الشرق
إلى الغرب ، وجسر آخر لمسافة 2100 كم بين قارتي آسيا إلى الشمال وأستراليا إلى
الجنوبفي مكان القلب من هذه الجزر تجد نفسك بين أجمل مشاهد الطبيعة الرائعة التي
تمتد على مساحة 5500 كم فياضة بالفتنة والسحر والإبهار والسخاء والازدهار والنضارة
والإثارة واللطف والرقة والجمال .
الجنة على الأرض
والحقيقة أن هؤلاء الزوار والسائحين ليسوا وحدهم الذين يعشقون
الحياة في " بالي ". فقد اكتشف الجزيرة مخرجو الأفلام من الغرب.. تماما
كما اكتشفها الرسامون والموسيقيون والمنقبون عن الآثار قبل أكثر من سبعين عاما.
بعض هؤلاء وصفوا الجزيرة بأنها " جنة الله في الأرض "، ذلك أن الحياة
فيها عامرة بمظاهر الطبيعة المرحة، والخضرة الناضرة،
الجذور الحضارية لبالي
تعتبر " الحضارة البالية " نتاج العديد من العناصر
المتداخلة، وتؤكد الكتابات القديمة والتي يرجع تاريخها بلى القرن التاسع الميلادي
أنه كانت لبالي حينذاك حضارة متقدمة كانت متأثرة بالحضارة الهندوسية من جنوب
الهند، والبوذية عن طريق التجار الصينيين وتجار شبه جزيرة ماليزيا، وقد تمركزت
الهندوسية في " جاوة " حينذاك. وفي القرن الرابع عشر الميلادي رحل
الكثيرون من جاوة إلى بالي حاملين معهم الكثير من المؤثرات الأجنبية، وتختلف الديانة
الهندوسية في بالي عنها في الهند إذ إنها امتزاج بين هندوسية الهند وهندوسية جاوة .
في الهندوسية البالية يكمن الاعتقاد بأن لكل شيء روحا، وهي نظرية قديمة في
الهندوسية وتدخل في كل المعتقدات البالية. لقد كانت العقلية البالية عقلية منتقية
مازجة أخذت الأفكار الجديدة والغريبة ودرستها باهتمام، وما استحسن لدى الناس دمج
في سلوكياتهم ومعتقداتهم. " وهذا ليس بالشيء الغريب، حتى أنه خلال بضع عشرات
من السنين لا نستطيع أن نفرق بين المعتقدات الأجنبية أو المحلية.
وتتميز الحضارة والثقافة البالية بالديناميكية والحركة
المستمرة، والتغييرات تحدث بسرعة اليوم نتيجة للاختلاط المتزايد مع الأجانب.
معتقدات وطقوس لحماية الضعفاء
بالرغم من أن أهل بالي ليسوا عصبيين بصورة مرضية، إلا أنهم
يهتمون دائما بالضعاف لكونهم نهم عرضة للقوى السلبية أكثر من غيرهم خاصة المرضى
والأطفال. وتتم حماية هؤلاء الضعاف عن طريق الأحجبة والطقوس والاحتفالات الدينية
والقرابين حتى تكتمل قواهم ويستطيعوا حماية. أنفسهم، ومن الواضح أن العالم البالي
ليس محظوظا أو سعيدا كما يتصور الإنسان لأول وهلة.
ومن المعتقدات المهمة في بالي أن كل شيء في الكون يتكون من
أجزاء مختلفة: الجزء الأعلى أو المقدس، *؟* والجزء الأوسط الذي يشترك في شئون
الحياة اليومية، الجزء الأدنى. وهذا التقسيم الثلاثي للأشياء يسيطر على معتقداتهم
لدرجة أن بالي نفسها لديها الجبال المقدسة، والأرض الوسطى حيث تتمركز شئون الإنسان
اليومية، والبحر غير النقي. وكل قرية لديها ثلاثة أجزاء مقسمة تبعا لذلك ولكل جزء
معبده الخاص به، أكثر الأجزاء قدسية هو الذي في اتجاه الجبال وأقلها وأدناها
(والذي توجد به المقابر) في اتجاه البحر، حتى المنازل ففي كل منزل ثلاثة أجزاء:
معبد الأسرة في اتجاه الجبل، وسط المنزل للحياة العادية، وحظائر الحيوانات وأماكن
إلقاء القمامة في اتجاه البحر، كل بناية في المنزل لها ثلاثة أجزاء: الرأس
(السقف)، الجسد (الأعمدة والحوائط)، والأقدام (القواعد والأساسات)، ويمتد هذا
الاعتقاد المقدس للإنسان نفسه، فكل إنسان لديه أجزاء مقدسة، وعادية، ودنيئة. وكل
ذلك يمكن أن يتضح بجلاء في الحياة اليومية لشعب بالى.
الطبيعة الفضولية لأهل بالي
عندما تعيش في إحدى قرى بالي، فإنك ستقابل باستمرار بأسئلة من
نوع أين تذهب؟، وهل أنت متزوج؟، وكم لديك من الأطفال؟، وبكم اشتريت ما ترتديه؟
وهكذا. ويكون رد فعلك التلقائي الذي يعزيك هو وما شأنك بذلك؟!. لكنك لا تدري أن
هذه الأسئلة هي جزء من الطبيعة الفضولية لدى أهل بالي ويجب ألا تزعجك تلك الأمور
أو تترجمها على أنها نوع من الوقاحة. الشيء الآخر الذي يجب أن تتعلمه في بالي هو
ألا تتعجل الأمور، فإن الأشياء تحدث عندما يحين وقتها. ونأتي لما يجب عليك أن
تتناساه مما تعلمته من قوانين اللباقة والاتيكيت، إذ عليك أن تتعلم أن تأكل بيدك
مباشرة وبالتحديد بيدك اليمنى (وقد يسبب ذلك أزمة لمن يستخدمون اليد اليسرى)، إذ
إن طعام أهل بالي بسيط جدا. يطهى الأرز في الصباح الباكر. وهناك أربعة أو خمسة
أنواع من الخضراوات، قليل من اللحوم أو الأسماك، البهارات والتوابل، الماء الساخن
على الموقد للشاي أو القهوة وهذا هو كل ما هنالك.
عادات غريبة
وأهل بالي يحبون أن يأكلوا منفردين، فالوجبة ليست وقتا
للحديث، ولذلك فالعائلات لا تتجمع حول مائدة واحدة، وكل ما يفعلونه هو أن يذهبوا
إلى المطبخ ويأخذوا ما تم تحضيره ويخلطوه بأصابعهم في طبق أو ورقة موز ليجلس كل
فرد منفردا بنفسه لتناول ما معه، والأجنبي عادة لا يستطيع أن يتحمل نسبة البهارات
الحامية وسيحتاج حتما للبروتين والخضراوات (وهي ليست جزءا من نظامهم الغذائي). وعادة
الأكل بين الوجبات منتشرة في بالي، هناك العديد من عربات اليد التي توجد في كل
مكان، ويقدم حساء المكرونة باللحم أو الفول السوداني أو الفاكهة أو المشروبات ذات
النكهات المختلفة وتتطلب الاحتفالات أو الطقوس العائلية تحضيرا كبيرا لأطعمة شهية
بكميات هائلة تكفي لإطعام مائة فرد أو يزيد، ونادرا ما تقوم الفنادق بتحضير مثل
هذه الأطعمة حيث إنها صعبة التحضير وقليلا ما يستمتع بها السياح. وقد يجد السائح
نوعا أو نوعين من أبسط هذه الأطعمة وهي معدلة لتناسب الذوق الأجنبي، ولا تشبه بأي
صورة الطعام الأصلي.
وزائر بالي لابد أن يكون مستعدا لتناول الشاي أو القهوة بنسبة
سكر مرتفعة، فأهل بالي ببساطة لا يتحملون أن يتناولوا أي شيء إلا إذا كان محلى
بنسبة عالية جدا، وهم لا يتعاطون أي نوع من الكحول سوى نبيذ الأرز المحلى، أو بيرة
النخيل، وفي حفلات سمرهم لا يتناولون إلا البيرة المحلية، وتلك المشروبات المبهرجة
التي تقدم في الفنادق غير معروفة بالمرة لأهل القرى. ومن العادات المنتشرة بين
أغنياء بالي شراء اللوحات أو المنحوتات الخشبية أو الجواهر التي تصنع خصيصا لأغراض
السياحة. والمنازل العادية بسيطة ولا يزين جدرانها سوق بعض الصور، والأشياء
المنحوتة على الصخور تحفظ للمعابد، وتفضل السيدات الذهب على الفضة ويشترين حليهن
من محلات في العاصمة "دنباسار "، وهي محلات لا يرتادها السائحون. ومن
العادات الغريبة الحديث بصوت مرتفع يصل بلى الصراخ، خاصة بين السيدات، لدرجة أن
زائر بالي يعتقد أن أهلها مصابون بالصمم. أجهزة الراديو والتليفزيون في بالي إما
على أقصى ارتفاع للصوت أو مغلقة تماما.
هناك القليل جدا من الخصوصية، فحيث إن بالي بلدة صغيرة جدا
ومزدحمة جدا وأغلب مساحات أرضها مكرسة لزراعة
إن الناس يعيشون قريبين جدا من بعضهم البعض ولا يمكن للشخص أن
يقوم بعمل شيء دون أن يشاركه الآخرون متطوعين.. والثرثرة عادة من العادات السائدة
في بالي، وكذلك تزجية الوقت بمشاهدة " صراع الديوك " والوقوف أمام
البيوت طويلا والتسلية بمشاهدة العالم يمضي حولهم، ويمكن أن يطلق على الشوارع غرفة
المعيشة البالية.
الآداب العامة والحفاظ عليها
من الصعوبة بمكان أن تشاهد فتى وفتاة معا في مكان عام، فإظهار
العواطف علنا يعتبر خرقا شديدا لأصول الآداب العامة ويسبب ذلك إحراجا كبيرا
للعائلات. ويصاب أهك بالي بصدمة شديدة عندما يشاهدون الأجانب يمارسون العواطف
علنا. والشيء المقبول لديهم هو العناق في لقاء بعد طول فراق بين شخصين من جنس
واحد، إذ إن ذلك يعتبر نوعا من الصداقة المقبولة لديهم، ويفصلون دائما في
اجتماعاتهم الشعبية بين الرجال والنساء، فلكل مكان مستقل. ومع هذا فإن المرأة هناك
تقوم بأعمال تعتبر أعمالا تقليدية للرجل.
قد يدهش الإنسان للوقت الذي يقضى في تحضير القرابين وتقديمها
قبل أي وجبة، بعض الطعام المعد يوضع في معبد الأسرة. وبالمثل فإن مثل هذا التقليد
يتبع في الفنادق، وتزيد كمية القرابين عند اكتمال القمر وعند كل قمر جديد، وفي
المناسبات الدينية المهمة عندما يعتقد أن الأرواح الشريرة غير مستقرة. وتوضع تلك
القرابين في المنزل وعلى عتبته وفي مدخله. وفي أثناء أعياد المعبد فإن القرابين قد
تتضمن العديد من أنواع الفواكه، والكعك، واللحوم والبيض، وقد يصل القربان لعدة
أمتار ارتفاعا في المناسبات العائلية مثل حرق الموتى مما يتطلب عملا متواصلا من
عديد من النساء طوال اليوم لعدة أسابيع.
المحافظة على الموروثات المقدسة
كما عرفنا فإن جميع ما في الكون في بالي مقسم إلى ثلاثة
أجزاء، وتلك قواعد صارمة لابد من الالتزام بها، ومنها قواعد الارتفاع والتعريف،
فالرأس هو المكان المقدس في الجسد، ويجب ألا يسير الإنسان تحت حبل من الغسيل قد
تنشر عليه ملابس داخلية، إذ إنها مرتبطة بالجزء الأقل قدسية في الجسد، ويجب أن
يخلع الحذاء عند دخول المنزل، وتعتبر القدم غير النظيفة شيئا مقززا ومنفرا. وكذلك
على المضيف أن يجلس في مستوى أقل من ضيوفه الذين يقدرهم خاصة الذين في مركز أعلى
منه وخصوصا الرهبان أو " بدانداء "، وأيضا يجب على الإنسان ألا يجلس على
شيء مخصص لوضع الرأس عليه، وعليه ألا يضع يده على رأس طفل. وبعض أهل بالي
المتزمتين قد لا يدخلون بلى أي مكان متعدد الطوابق حيث توجد أقدام أشخاص فوق
رءوسهم. القرابين والمياه المقدسة تحمل فوق الرؤوس، ويجلس الشخص على الأرض عندما
يتم عرض شيء مقدس. ومن المحرمات أن يتخطى الإنسان القربان أو يمر فوقه. ويعتبر
المرور أمام أي شخص أو الانحناء فوقه نوعا من عدم الاحترام، ولطلب الغفران والسماح
لمثل هذا التصرف يتم الانحناء بطريقة معينة تعني التذلل أو الاستغفار وهو نوع من
لغة الجسد. وبالرغم من أن أهل بالي لا يحي بعضهم البعض الآخر في الصباح، أو يعبرون
عن شكرهم لتلقي هدية، إلا أن هناك بعض السلوكيات الواجبة والتعبيرات المستخدمة في
مواقف أخرى. فمثلا إذا جلس شخص لتناول طعامه في مطعم وجلس بعده شخص بجواره وجاءه
الطعام أولا فعليه أن يستأذن الجالس أولا قبل أن يتناول طعامه. وفي نهاية أي لقاء
أو حديث يجب على المنصرف أن يستأذن قبل انصرافه، وعادة ما تبدأ الخطابات أو
الأحاديث بديباجة طويلة. وتعمل الأسر الكبيرة في مجموعات متقاربة خاصة الإعداد
لمشروعات كبيرة مثل التحضير للاحتفالات الدينية الكبيرة. وبالرغم من أنه يوجد عادة
العديد من الأشخاص للمساعدة إلا أنه يجب على كل أسرة أن تبعث بمن ينوب عنها، حتى
وإن لم يكن هناك عمل أو أهمية قصوى لوجود هذا الغائب، وعدم القدرة على ذلك يعتبر
" إحراجا " للأسرة.
وعلى الزائر لتلك الجزيرة الفضولية أن يكون حذرا جدا عندما
يطلب معلومة من أحد لعدة أسباب، لأنهم أولا يصابون بحرج شديد إذا لم تكن لديهم
القدرة على الإجابة وسيظلون وقتا طويلا جدا يناقشون سؤالك دون الإجابة عنه فهم
دائما يدورون ويلفون حول النقطة الأساسية في الحديث. ثاني هذه الأسباب أن العقلية
البالية عقلية فطرية لم تتعلم كيف تحاور. ويجب أن يدرك الزائر أنه بالرغم من أن
بالي جزيرة صغيرة (5560 مترا مربعا فقط) إلا أن العادات والتقاليد تختلف كثير من
قرية لأخرى، وكذلك في القرية الواحدة، ويأتي اختلاف العادات والتقاليد البالية
نتيجة لعوامل ثلاثة: المكان، والوقت، والظروف.
الاستقرار النفسي وأهميته
الحياة في قرى بالي جميلة، ولكنها ليست كتلك التي توصف في
القصائد الرومانسية الريفية، فالناس هناك يعانون من نفس المشاكل الموجودة في كل
مكان في العالم، فالخلافات حول الأموال، وحول النساء، والغيرة العائلية، من
المشاكل الملموسة هناك، ولكن عامة الناس سعداء. إن المشاكل في بالي قد تكون كغيرها
في أي مكان آخر في العالم ولكن الفرق يكمن في كيفية حلها. الاستقرار النفسي
والشعور بالمصالحة مع النفس شيء أساسي ومهم في تشكيل سلوكيات الناس هناك.. فإذا
كان شعورك
جولة في " أوبود " وقراها
الجولة في جزيرة بالي قد لا تكتمل إلا بزيارة مدينة
"أوبود ". تقع مدينة أوبود على الهضاب بعيدا عن العاصمة دنباسار إلى
شمال الجزيرة، وهي مقر الحضارة والثقافة والهدوء، ويحيط بها العديد من القرى
الصغيرة التي تشتهر بالحرف اليدوية والرقصات الشعبية. في أوبود لن تجد فنادق فخمة
من ذوات النجوم الخمسة ولكنك ستجد الفرصة للإقامة في إحدى العشش الصغيرة المصممة
على الطراز البالي القديم حيث يمكن أن تكتشف أن المالك قد يكون أميرا.
خلال النهار، يمكنك أن تزور واحدا من الرسامين الذين يعيشون
في أوبود أو تسير في طريق غابة القرد، إلى أن تصل بلى قرية " نيوهكينج "
والمعروفة بمنحوتاتها الخشبية. وقريب منها توجد " بلياتان " حيث ولدت
أغلب راقصات بالي ودربن هناك. وأفضل مكان للتسويق في بالي هو أوبود، ويمكنك أن تجد
هناك كل ما ترغبه من منحوتات خشبية، ولوحات تقليدية وحديثة بالإضافة إلى منحوتات
الحجر الرائعة. في الليل، تحيا المدينة من خلال عزف الأوركسترا الشعبية التي
يصاحبها غناء الراقصات. وهناك عرض مختلف كل ليلة.. ورقصة " ليجونج " هي
أجمل الرقصات وأشدها صعوبة، وقائدة الرقصة فيها فتاة صغيرة لا تتجاوز ثمانية أو
تسعة أعوام، ونادرا ما تتعدى هذه السن.. ورقصة " الباري " وهي عرض منفرد
حيث تعكس الراقصة أفكار ومشاعر المحارب الذي يستعد للقتال.. وهناك غير هذا رقصات
تمثل عرضا للصراع بين الخير والشر مثل رقصة " البارونج " ورقصة "
الرانجدا " وهما من أكثر الرقصات شعبية بين السائحين.. وبالرغم من أن عروض
الرقص تقدم كل ليلة فإنك لا تشعر أبدا أن الراقصين قد أصيبوا بالملل أو فقدوا استمتاعهم
بما يقدمونه. إن الناس هناك يستمرون في رقصاتهم ورسوماتهم ونحتهم للخشب حتى لو لم
يقدر السائحون ما يقدمونه.. ولعله لا يوجد مكان في العالم ارتبط فيه الفن والثقافة
والدين بالحياة اليومية لساكنيه مثل هذا المكان.
سر الجبال والبراكين
تقع جبال بالي الشهيرة وبركينها متضمنة الجبل الرئيسي للجزيرة
" جوننج أمنج " شمال أوبود في المنطقة الوسطى.. يؤمن أهل بالي بقوة
وغموض هذه الجبال، أما بالنسبة للسائحين فهي مجرد عرض لجمال المناظر الطبيعية. وفي
باتور، يمكنك أن تنزل من خلال فتحة البركان الهائلة، وأق تأخذ قاربا في بحيرة
باتور ثم تتسلق المنحدرات في جبل باتور نفسه.. يمكنك بعد ذلك أن تصعد بلى حافة
فوهة البركان، وأن تستمع إلى صوت غليان البركان، وأن تشاهد الأبخرة المتصاعدة من
الشقوق في الصخر. إذا كنت تريد أن تبتعد عن كل شيء، وأن تستلقي على شاطئ خالي هادئ
تحت ظل إحدى أشجار نخيل جوز الهند، فما عليك إلا أن تتجه بلى شرق بالي.. هذا
الطريق يحتضن خط الشافي.. ويقطع الشواطئ الخلابة والرمال الممتدة بعض القرى
الحالمة ذات الأسماء الرومانسية مثل " كوسومبا " و " بانتاي بج بج
".. وهي قرى صغيرة تعيش على الصيد، ويحيا أهلها في أكواخ بسيطة.. تتميز
بقواربها الزاهية الألوان التي تصطف على الشاطئ.. قد يحصل بعض أهل تلك القرى من
صيادي الأسماك على بعض الدولارات من السائحين مقابل تقديم غرفة وطعام الإفطار
والعشاء. ويمكن للزائر أن يتبع الساحل الشرقي في اتجاه الشمال حتى يصل بلى "
سينجاراجا " ويمكن أن يشاهد التأثير الغربي بالمقارنة بباقي الجزيرة.. فقد
تأثرت تلك المنطقة بالهولنديين عندما كانوا يسيطرون على أندونيسيا.. في سينجاراجا
يمكنك أن تجد مناخ المدن الكبرى أكثر من أي بلدة أخرى في بالي.. تتجاوز فيها
الملامح المحلية التقليدية مع الغربية فبجانب العمارة البالية التقليدية تجد
المعابد الصينية والمباني الأوربية.
ــــــــــــ
مجلة العربي الكويتية العدد 408
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق