الاثنين، 11 نوفمبر 2024

أريد أن ألقاها في الآخرة ومن يدري ما خبأه الغيب ؟ ومن حياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إخوَتِي أَخَوَاتِي

أريد أن ألقاها في الآخرة

ومن يدري ما خبأه الغيب ؟ ومن حياة السلف نتعلم

كثر من يحلم بالخير مجرد حلم واعتقاده أنه لا بد حاصل وهو أمر فيه استعجال وقد قيل في المثل العربي : العَجَلَةُ فُرْصَةُ العَجَزَةِ ، ومِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في غَدٍ، ولَا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في الأرْحَامِ، ولَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وما تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وما يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ.

ذكر علىّ بن عبيد الله الزعفراني يحكى أن رجلا اجتاز بباب امرأة نصرانية، فرآها فهويها من وقته، وزاد الأمر به حتّى غلب على عقله، فحمل إلى البيمارستان. وكان له صديق يتردّد إليه ويترسّل بينه وبينها. ثم زاد الأمر به، فقالت أمّه لصديقه: إني أجيء إليه فلا يكلمني، فقال: تعالى معي، فأتت معه. فقال له: إن صاحبتك بعثت إليك رسالة، قال: كيف؟ قلت:

هذه أمك تؤدّى رسالتها. فجعلت أمه تحدّثه عنها بشىء من الكذب. ثم زاد الأمر عليه ونزل به الموت، فقال لصديقه: قد جاء الأجل وحان الوقت وما لقيت صاحبتي في الدّنيا، وأنا أريد أن ألقاها في الآخرة. فقال له: كيف تصنع؟ قال: أرجع عن دين محمد، وأقول عيسى ومريم والصليب الأعظم. فقال ذلك ومات. فمضى صديقه إلى تلك المرأة فوجدها عليلة فجعل يحدّثها، وأخبرها بموت صاحبها، فقالت: أنا ما لقيته في الدّنيا وأنا أريد أن ألقاه في الآخرة. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنا بريئة من دين النصرانية. فقام أبوها فقال للرجل: خذوها الآن فإنها منكم، فقام الرجل ليخرج، فقال له: قف ساعة؛ فوقف، فما لبث أن ماتت.

اللهم نسألك حسن الختام

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــــــــ

نهاية الأرب في فنون الأدب – النويري (2/ 174)

مجمع الأمثال - الميداني (2/ 37)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق