الجمعة، 27 سبتمبر 2024

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل السماء والسموات: السماء في اللغة الدكتور فاضل السامرائي

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ولمسات بيانية في نصوص من التنزيل 

السماء والسموات: السماء في اللغة وفي المدلول القرآني لها معنيان

يقول الدكتور فاضل جزاء الله خيراً : السماء والسموات: السماء في اللغة وفي المدلول القرآني لها معنيان

1- واحدة السموات السبع، كقوله تعالى: "ولقد زَيّنا السّماءَ الدنيا بِمَصابيح " الملك، وقوله: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ" ـ الصافات:6

2- كل ما علا وارتفع عن الأرض

- فسقف البيت في اللغة يسمى سماء، قال تعالى: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) الحج:15، يقول المفسرون: (أي ليمد حبلا إلى سقف بيته ثم ليخنق نفسه) فالسماء هنا بمعنى السقف

- وقد تكون بمعنى السحاب: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) ّالرعد:17

- وقد تكون بمعنى المطر: (يرسل السماء عليكم مدرارا) نوح.

- وقد تكون بمعنى الفضاء والجو: (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) ـ النحل:79

- وقوله عن السحاب: (فيبسطه في السماء كيف يشاء) .

وذكر هذا الارتفاع العالي: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:125)

فالسماء كلمة واسعة جدا قد تكون بمعنى السحاب أو المطر أو الفضاء أو السقف. مثال آخر: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) ـ الحجر:15 فالإنسان إذا خرج من جو الأرض انتقل إلى ظلام فلا يبصر، وبهذا تكون السماوات جزءا من السماء، لأن السماء كل ما علا وارتفع مما عدا الأرض، والسماوات جزء منها بهذا المعنى الواسع الذي يشمل الفضاء والسقف والمطر والسحاب، فإن (السماء) تكون أوسع من (السموات) فهي تشملها وغيرها قال تعالى: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:6) وقال: (ربي يعلم القول في السماء والأرض) لأن القول أوسع من السر، فهو قد يكون سرا.(وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) ـ المجادلة: 8، وقد يكون جهرا فهو أوسع من السر والسر جزء منه فلما وسع قال (القول) وسع وقال (في السماء) . ولما ضيق وقال (السر) قال (السماوات) فبهذا المعنى الشامل تكون (السماء) أوسع بكثير من (السماوات) ، ولذلك لما قال (السماوات) قال (عرضها السماوات) ، ولكن عندما اتسعت اتساعا هائلا جاء بأداة التشبيه (عرضها كعرض السماء) لأن المشبه به عادة أبلغ من المشبه، فهي لا تبلغ هذا المبلغ الواسع الذي يشمل كل شيء .

وللموضوع تتمة بإذن الله

ـــــــــــ

لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات (ص: 824) - الدكتور فاضل صالح السامرائي  


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق