صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إخوَتِي
أَخَوَاتِي
الجمال
في عيني الرائي ومن محاسن المتكلمات عند العرب
وقد
قيل العين ترى الجميل حيث القلب يميل
مي
أو الخرقاء حبيبة ذي الرمة
قَالَوا
: المَيَّةُ القِرَدَةُ، وقيل : أَنَّ القِرَدة الأُنْثى تسمَّى مَيَّة، ويقالُ
منَّة، وَبهَا سُمِّيَت المرأَةُ.
حدث
عمر بن يزيد الأسدي، قال: مررت بخرقاء، صاحبة ذي الرمة فقلت لها: «هل حججت قط» ؟
قالت: أما علمت أني منسك من مناسك الحج، ما منعك أن تسلم علي؟ أما سمعت قول عمك ذي
الرمة:
تمام
الحج أن تقف المطايا ... على خرقاء واضعة اللثام
فقلت
لها: «لقد أثر فيك الدهر» ، قالت أما سمعت قول العجيف العقيلي حيث يقول:
وخرقاءٌ
لا تزداد إلا ملاحةً ... ولو عمرت تعمير نوحٍ وجلت
قال:
«ورأيتها وإن فيها لمباشرة، وإن ديباجة وجهها لطرية كأنها فتاة، وإنها لتزيد يومئذ
على المائة، ولقد حدثت أنه شبب بها ذو الرمة، وهي ابنة ثمانين سنة» . وحدث رجل من
بني أسد قال: «أدركت ميا صاحبة ذي الرمة، وكان الرجل أعور قال: ورأيتها في نسوة من
قومها فقلت: «أهذه مي؟ وأومأت إليها» ، فقلنا: فقلت: «ما أدري ما كان يعجب ذا
الرمة منك، وما أراك على ما كان يصف» ؟ فتنفست الصعداء وقالت: «إنه كان ينظر
بعينين وأنت تنظر إلي بعين واحدة» .
وذو
الرّمة أحد عشّاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته ميّة واسمه غيلان بن عقبة بن
مسعود بن حارثة ، ويكنى أبا الحارث، وذو الرمة لقب. يقال: لقّبته به ميّة؛ وكان
اجتاز بخبائها وهي جالسة إلى جنب أمها فاستسقاها ماء، فقالت لها أمها: قومي
فاسقيه. وقيل: بل خرق إداوته لمّا رآها، وقال لها: اخرزي لي هذه، فقالت: واللّه ما
أحسن ذلك، فإني لخرقاء. قال: والخرقاء التي لا تعمل بيدها شيئا لكرامتها على
قومها، فقال لأمها: مريها أن تسقيني ماء، فقالت لها: قومي يا خرقاء فاسقيه ماء،
فقامت فأتته بماء، وكانت على كتفه رمّة؛
وهي قطعة من حبل، فقالت: اشرب يا ذا الرّمّة؛ فلقّب بذلك وقيل :
كان
يصيبه في صغره فزع، فكتبت له تميمة، فعلّقها بحبل، فلقّب بذلك ذا الرّمّة. ومن
جميل شعر ذي الرمة
ألا
لا أرى مثلي يحنُّ من الهوَى ... ولا مثلَ هذا الشَّوقِ لا يتصرَّمُ
ولا
مثلَ ما ألقى إذا الحيُّ فارقوا ... علَى أثرِ الأظعانِ يلقاهُ مُسلمُ
كفَى
حسرةً في النَّفسِ يا ميُّ أنَّني ... وإيَّاكِ في الأحياءِ لا نتكلَّمُ
أدورُ
حواليكِ البيوتَ كأنَّني ... إذا جئتُ عنْ إتيانِ بيتكِ مُحرمُ
ـــــــــــــ
الأغاني
– أبو فرج الأصفهاني (18/ 260)
الزهرة
– خلف الأصبهاني (ص: 52)
المحاسن
والأضداد – الجاحظ (ص: 188)